بقلم: محمد دومو
قاعة الانتظار
أردت فعل أشياء كثيرة طيلة مسيرة حياتي، لكن أرهقتني كثرة الانتظار في قاعة غير منظمة، تسييرها قد يبدو
عشوائيا بنوع من الفوضى، أ لهذه القاعة نظام عام؟ أم نظام الجلوس ينطبق على البعض دون الآخرين؟
ما هذا النظام الذي يعم أناسا ويستثني آخرين؟
أنا لا أريد نظاما غير منظم، ولطالما أرهقني الجلوس على مقاعد غرفة الانتظار، حتى اصبحت اعرف مقاعدها جيدا، واعرف كم عدد المقاعد هناك، وأرقامها بالتفصيل، واعرف القاعة كلها شبرا شبرا، بكثرة الجلوس فيها، لقد انتظرت أكثر أيام عمري في هذه القاعة، فهل سيأتيني الموت وأنا ما زلت انتظر في هذه الغرفة الملعونة؟
قد أجن عندما ارى أناس لا ينتظرون كثير.
فهل الانتظار التزام أم تهور؟
أو هل هو شجاعة أم خوف؟
انتظرت كثيرا حتى نسيت ماذا انتظر!
أصبح هذا الانتظار المرهق صفة لوجودي في هذه الدنيا، انتظرت حتى في أحلامي وأنا نائم، كل الأشياء تتبدل وانا دائما انتظر.
فلماذا؟
وماذا؟
وكيف؟
تراودني أسئلة كثيرة لا أملك اجوبة لها!
اختزلت حياتي كلها في هذه القاعة، حتى اصبحت اكره جدرانها المتسخة ومقاعدها الغير مريحة، وكل من يجلسون بجواري، فكرهت كلمة الانتظار هذه.
وكرهت كل مشتقاتها، أريد أن أتحرر من عذاب هذا الانتظار.
هذه القاعة أصبحت تخنقني و تعيق متعة حياتي.
كل الأفعال عندي أصبحت لا مضمون لوجودها إلا وهي تخر مستسلمة لكلمة انتظار.
فهل الحياة كلها انتظار أم شيئا آخر؟
هذه الكلمة الملعونة بعثرت كل مفاهيم حياتي وانا انتظر!
اريد قاموسا أبدأ به حياتي لا توجد فيه هذه الكلمة.
قد احب كلمة العذاب ولا احب انتظار العذاب، او قد احب كلمة موت واكره كلمة انتظار الموت..
...
فأنا منذ اليوم لا اريد الانتظار...