محنة الوصف
في هذا اليوم 2019/12/28 ذهبت في زيارة الى الأماكن التي كنت في ما مضى، أتردد عليها دائما، وكلي شغف ان تعيدني الى ذلك الزمان البعيد، والعزيز علي جدا، لكن أصبت بخيبة أمل، عندما اكتشفت ذلك التحول المهول في معاملات الناس، وسلوكياتهم بالخصوص. اكتشفت نمطا آخر بديلا أسوا، عن آخر عشناه في ذلك الزمان، من تبادل للكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة الذي كانت سيمة هذه الأماكن، كل شيء تغير إلى الأسوأ يا للأسف، انتابني شعور مخيف حينها، وكلي تساؤل، وانا ازور هذه الأماكن، وكأنني في حلم مرعب، لست براغبه.
وأنا في هذا (الحلم)
قلت في نفسي: انا لا اريد البقاء هنا!
كل هذه الأمور التي عشتها اليوم، تركت في قلبي إحساسا غريبا بعض الشيء، لا أرغب في البقاء هنا، ضمن هذه السلوكات الغريبة علي، كنت غير راض حتى على نفسي، وانا اشاهد هذا التحول، ومن لحظتها، تغير شوقي لزيارة هذه الأماكن.
الأشياء التي كانت تدفعني للزيارة، من اجل صلة رحم من نوع خاص، ذهبت مع أناسها في ذلك الزمان ولن تعد، الكل انسجم مع هذا الواقع المخيف والغير مطمئن. كنت غريبا في محيطي، وبين الناس الذي اعرفهم جد المعرفة، وكانني آت من كوكب بعيد.
كنت دائما أؤمن بتحول الإنسان، لكن ما رايته اليوم أبعد بكثير من هذا التصور..
ما رأيت اليوم كان بالفعل مهولا بالنسبة لي، وكأن الجميع تحولوا، ليصبحوا مخلوقات أخرى غريبة، مجردة من قيمها وأخلاقها وحتى من احاسيسها الفطرية.
الكل تائه ومستعد للتهور في أي لحظة من اللحظات، إذا ما اقتضى الحال منه ذلك، انفعالات و ترقب وتكره يعم في هذا المحيط النتن، محيط تقشعر له الأبدان والنفوس..