يوجد انطباع عام سئ عن بعض مواطني بعض الدول خصوصاً العربية منها بما أننا نتقاطع كثيراً. فعلى سبيل المثال يوصف مجتمع ما بأنهم محترفون في الكذب وأخرون في السرقة والحيلة وغيرها.

وتوجد مقولة منسوبة للإمام محمد عبده عندما زار أوروبا قال : رأيت مسلمين بلا إسلام. فهل المشكلة في الأعراق والجينات ؟ لكن كيف ذلك ونحن كلنا بشر  يتصل نسبنا بأدم عليه السلام؟ أم أن المشكلة فينا كثقافة تدعو للإنحطاط ؟ وهذا محال فثقافتنا العربية مليئة بالقيم ثم جاء الإسلام وعززها.

الجسم لا يكون سليماً معافى ينمو بشكل متراتب وطبيعي إلا بتوفر الغذاء الجيد والظروف الصحية والجهد المتزن وغيرها.

وكذلك النفس البشرية لا يمكن لها أن تنمو بسلام إلا إذا توفر لها الظروف الطبيعية للنمو، فعلا سبيل المثال، و بنسبة كبيرة جداً لن ينمو الحسد في نفس من عاش ظروف نفسية جيدة من معيشة طيبة ومسكن وأمان وحب .

الإستبداد السياسي والإجتماعي والديني في مجتمعاتنا العربية ليس في اعلى السلطة ومن يعارضها فقط. بل هو سلسلة من الظلم تبدأ من أعلى السلطة وتتدرج في كل مفاصل الدولة حتى تصل إلى الفرد في شكل موظف دائرة حكومية يستخدم سلطته لتعقيد مصالح الناس.

فينتشر الفقر والشعور بالظلم بسبب عدم تساوي الفرص وتنشأ الرغبة في تجاوز الأخلاق والأنظمة واللهث من أجل تأمين لقمة عيش.

ينطبق ذلك على بعض العوائل أو القبائل المهمشة إجتماعياً حولك ، فينشأ فيها الجهل والفقر و يتحول أغلبهم لمجرمين أو بأنفس هشة ضعيفة ماكرة ثم نشير بأصابع الإتهام لتكوينهم العرقي هو السبب في ذلك !

أعتقد بأن النفس تنمو وتكبر أو تنكمش وتصغر حسب الظروف الذي تضعها فيها ، فعندما تحيط نفسك ببيئة عمل وأصدقاء وجلساء نفوسهم أكبر وأنظف وأكثر ثقة، ساعدونا بأن ننمي أنفسنا ونجعلها أكثر صحة. وكلما أحطناها بالعكس كلما ضعفت وأصبحت لا تستطيع مصارعة مشاعرها السيئة فتفسد.

العمل يقضي فيه الفرد جُل يومه ، وتدور فيه معارك طاحنة بين الموظفين تحركها وتشعل فيها نار البقاء للأفضل ، والقيمة الوحيدة هي الإنتاج. ويضيع النبل والإثار وإن قاوم الفرد ذلك.


التعاطف مع من كانت نفسه ضعيفة أو حتى خبيثة تصرف إنساني لمساعدته في بناء ذاته ، فما أختار  أن يكون كذلك ، لكنها الظروف . 

لذلك اهرب بنفسك اللينة يا صديقي حيث تنميها .