يورغن كلوب ... " الفوضى الخلاقة " .

هناك نظرية في العلاقات الدولية تسمى " بالفوضى الخلاقة " ... وهي الهدم ثم البناء، أي إشاعة الفوضى وتدمير كل ماهو قائم، ثم إعادة البناء حسب المخطط الذي يخدم مصالح القوى المنفذة.

ببساطة هذا هو نهج يورغن كلوب مع ليفربول، ما يفعله الرجل لا يمكن حصره في تعبير واحد ... يهدم أفكار منافسيه، و يقوم ببناء أفكاره على المستطيل الأخضر، ليخضع له الكبير قبل الصغير.

فهو جعل أي مدرب يفكر في تغيير أسلوبه لكي لا يتلقى الأضرار من الألماني، كل الفرق أصبحت عند مواجهته تفكر في إيقافه قبل مباغتته ... كلوب وصل بليفربول لمستوى سيصنف في تاريخ كرة القدم.

هل هناك نقاط ضعف في ليفربول؟
أجل هناك، لكنها تعد على رؤوس الأصابع، و ما يميزها هو الحل السريع ... فمثلا  الفريق في خط الوسط والظهيرين خسروا ما مجموعه تقريبا 94 كرة ! بالتأكيد رقم كبير، وسلبية واضحة لدى أبناء كلوب.
لكنهم في المقابل لا يتعدون 6 ثواني إلا و تكون الكرة في حوزتهم، يسترجعونها بسرعة البرق، لأن الضغط الذي يمارسونه مثالي لأقصى درجة ... هنا يظهر الفرق أي في تعويض سلبياتك بالإجابيات وبالطريقة المثلى !

كلوب لا يبحث عن المثالية، لهذا ستجد أن مثل هذه السلبية سيحاول فقط تحسينها ... منظومته قائمة على هدم كل أفكار منافسيه، ليبني منها أسلوبه لضرب أي دفاع ينتظر و يحاول وضع ليفربول في فخ إبتكار الفعل .

لهذا تعتبر مواجهة سيميوني محك حقيقيا له، فكل من واجههم لم يتبنوا نظريته، و سيميوني يحب ما يحبه كلوب، و يعشق أيضا ما يهواه يورغن ... لكن الفرق أنه ليس متيما بالجمالية عكس الألماني !

يورغن كلوب، الفوضى الخلاقة ... فبسببه سيصبح الحلم حقيقة، وسينهي 30 سنة من الصبر لجيل سيتذكره كثيرا عشاق المستديرة .

" لن تسير لوحدك أبدا " ... أنت يا كلوب من أرشدتنا لبوصلة الطريق الصحيح، لنصبح في السير جميعا؛ ليفربول لن تسير لوحدك أبدا.