ضيق الجيش الليبي الخناق على حكومة الوفاق الاخوانية,اصبحت قاب قوسين او ادنى من السقوط ,لم يعد امامها إلا الاستنجاد بالباب العالي الذي تحركه عواطفه في ان يكون السلطان العثماني الجديد,لا شك انها فرصة لا يمكن التفريط بها,تحصل على مبلغ مالي ما يقارب 3 مليارات من الدولارات,نظير ارسال قوات ومختلف انواع الاسلحة,للخروج بموقف مشرف امام العالم,تعهد اردوغان للسراج وعلى الاشهاد وبالفم الملآن وفي انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن بحظر الاسلحة عن ليبيا,بإرسال مقاتلين وأسلحة لمساندته,تأكد وصول 2000 ارهابي سوري منهم حسب تصريح سلامه,اما الباقون (4000 ارهابي)فقد يصلون في اي لحظة خاصة وان المنافذ البحرية والجوية بالغرب الليبي تحت سيطرة الوفاق وقد ساعدت الهدنة في وصول الاسلحة والمرتزقة الى ايالة طرابلس,من هذا المنطلق يمكننا القول بان السيد اردوغان قد وعد فأوفى,وان العالم بأجمعه سمع جعجعة ورأى طحينا. هنيئا لإخوان ليبيا باردوغانهم فقد مد لهم حبل النجاة,في ظل تقاعس المجتمع الدولي.

لم يعد يراودنا ادنى شك بان العالم الذي يدعي التحضر وحرصه على حقوق الانسان,لم يرد للشعب الليبي كما غيره من شعوب المنطقة,بان يتمتع بالحرية ويمارس الديمقراطية وينعم بخيرات بلاده,ما يقارب العقد من الزمن وحال البلد من سيء الى اسوأ,والدول المعنية بحفظ امن واستقرار البلد,تغض الطرف ان لم نقل مشاركة في توافد اعداد هائلة من الارهابيين من مختلف اصقاع العالم الى ليبيا,ربما ارادت الدول الكبرى تجميعهم في منطقة صحراوية يسهل القضاء عليهم بدلا من جبال افغانستان وأحراش سوريا والعراق,او زعزعة امن دول الجوار الليبي لتكون منطقة ساخنة تأتي على الاخضر واليابس ومن ثم الهاء الشعوب في نزاعات داخلية,واستفادة العجم من خيرات المنطقة.

الدول الكبرى التي غزت ليبيا بمساعدة الاشقاء,وضعت البلد تحت الفصل السابع,اي تحت الوصاية وهذا يترتب عليه حماية الرعايا وتوفير سبل العيش الكريم لهم,الحكومة التي نصبوها بقانون القوة,اذلت المواطن ونهبت خيراته وحرمته ابسط حقوقه,وقامت باستنزاف بعض المدخرات الخارجية (المجمدة بفعل قرارات مجلس الامن) بتواطؤ مع المجتمع الدولي.

عندما عمدت الجماهير الى وقف ضخ النفط والغاز,لأنها لم تستفد من عائداته,بل استعملت حكومة الوصاية الاموال في جلب المرتزقة وشراء الاسلحة لمقاتلة الشعب الليبي,تعالت اصوات الدول الكبرى معبرة عن رفضها لتوقف الضخ,وكأنما الجماهير قد ارتكبت جرما عظيما في حق هذه الدول,أ و ليس من حق الشعب ان يسيطر على ثرواته؟ ويقرر بنفسه كيفية التصرف بها؟ ام ان هذه الثروة ملك مشاع,للدول الكبرى نصيب فيها ان لم نقل كلّها؟.  

ترى ماذا سيفعل سلامة والجهة التي يمثل,باعتراف اردوغان الصريح بارساله الاسلحة والإرهابيين الى ليبيا؟ ام عفى الله عما سلف,وسيحاسب اردوغان على ما يفعله مستقبلا؟ الاعلان عن تفعيل مهمة (صوفيا) قبالة الشواطئ الليبية لن يكون ذي جدوى باعتراف المشرفين عليها,نظرا لطول الساحل الليبي!.

علمتنا الايام والسنون,ان الدول الكبرى لم تدخل بلدا إلا افسدته وجعلت اعزة اهله اذله,يعيش في الشتات,في العراء او بالخيام,التي لا تقي حر الصيف او برد الشتاء,يتصدقون عليه بالفتات من ثرواته الطائلة المنهوبة.

لن يتغير الحال إلا اذا خرج الشعب الليبي,معلنا حربا مقدسة لطرد المستعمرين وأذنابهم ومحاسبة كل من اجرم في حقه واسترداد الاموال المنهوبة.