“شابت لحانا ما لحقنا هوانا.. عزّي لمن شابت لحاهم على ماش” .. بيت مشهور من قصيدة جميلة ورائعة وفيها كم كبير من الشعر والفائدة والحكمة للشاعر / مبارك بن مرجان رحمه الله ، والذي ولد سنة 1275 هـ 1859م في عين ابن فهيد بالقصيم . وتوفي في الأسياح عام 1338هـ , وشارك مع جيش الملك عبدالعزيز - رحمهما الله- في معركة جراب عام 1333هـ, وقال بعد المعركة قصيدة يرثي بها من قتلوا فيها من أقاربه ومعارفه, ومطلعها:
الله يا يوم حضرناه بجراب
عساه ما يجري على المسلميني
وكان عبداً مملوكاً لآل أبن فهيد من الأساعدة من حاضرة عتيبة ثم أعتقوه لوجه الله بعد ذلك وعاش في الأسياح وكان فقير الحال يعمل مزارعاً طوال يومه مقابل حزّمة من سنابل القمح يعود بها إلى زوجته آخر النهار لتطحنها وتصنع منها وجبة يقتاتون منها .
ومع هذا الفقر المدقع الذي عانى منه مبارك بن مرجان كان عقيماً فلم يُرزق بذريّة تُعينه عند كبره وها هو يصوّر معاناته في أبياته المشهورة والذي يقول فيها :
شابت لحانا ما لحقنا هوانا
عزّي لمن شابت لحاهم على ماش
صرنا نكّد و كدّنا ما كفانا
عيشة وزا يالله على الكره نعتاش
العمر رحله و الليالي تدانا
والآدمي لو راقب الوقت ماعاش
ياما سمعنا علمْ شينٍ دهانا
سهوم المنايا بين مسرى ومغباش
العلم و اضح والطريق يحدانا
وماكل مانبغاه يَحْصلْ وينّاش
دنياً تقلب ماعليها ضمانا
والرابح اللي سِيْرته كنّها الشاش
قَرْم ٍ يحوش المرْجِله ويتفانا
وزود ٍ على ذلك سنافي وشوّاش
لو زادت حموله وسيع البطانا
صليب راس ويحتمي موقفه كاش
ماهوب خبل ٍ لا نخيّته جبانا
اللي من ادنى صوت يَطْمر وينحاش
ماله مع رجال المكارم مكانا
وراس الظبي ماقد ذكر به عراش
وياللي لهيتوا شوفوا اللي غزانا
راحت عوايدنا على مركب الطاش
قمنا ننتناحر والتناحر بلانا
وصِرّنا على التحريف والكذب نعتاش
هذا شِذَبْ ربعه ونومس عدانا
وهذا على جاره يدوّر بمنقاش
الجار له حق ٍ كبيرٍ علانا
والعانيه واللي من البعد طَرّاش
والله عن دروب المعاصي نهانا
ونتعب على الأخْيار و نجنّب اللّاش
ويالله من شَرْ الأمور تحمانا
وتْفكِّنا من كل حاسد وغَشّاش