إذا رزقكم الله يوماً بطفل أو طفلة، اجعلوا نيتكم الأولى تعليمه محاربة الطواغيت وأن يعبّد الدنيا كلها بدين الله علموه أنّنا لا نعيشُ كي نَعيش فقط! وإنما خلقنا الله لهدف وغاية... وأنّنا خُلقنا للعبادة وأنّنا نعمل على جعل المُستحيل مُمكنًا، علموهم مقتضيات التّوحيد والبراءة من الشّرك وأهله، وأن المجتمع وإن فسد كله، فلا يعني تقبلنا للخطأ.. علموهم أن القدوة ليست بالضرورة من كبار السن بل قد يكونوا هم القدوة، عززوا ثقتهم بأنفسهم، وعرفوهم أن البيئة الاجتماعية كالطعام منها الصالح ومنها الطالح، 

علموهم " كل شيء يهون وإسلامنا لا يهون ، وأن الدين أولاً ثم الدّنيا لا العكس،

شكلوهم على حفظ القرأن والسنة، واجعلوا حياتهم مخضرة بها، عرفوهم طبيعة الصراع ومعنى الولاء والبراء وحدثوهم عن أمتنا المكلومة وشباب الأمة الذي بين شريد وطَريد ، وعند  النوم لا تحكوت لهم حكايات سندريلا ولا الأميرة والشّرير ، قصوا عليهم قصة أجدادهم من الصحابة وبطولاتهم عن همة خالد بن الوليد، عن عدل وشدة عُمر بن الخطاب وكيف دمّر امبراطورية الفرس، عن ذكاء أبو بكر الصّديق، عفّة وعلم عائشة، وعن ثبات أول شهيدة في الإسلام سُميـة، عن صلاح الدين الأيوبي كيف أباد الدولة الشيعية ثم أخرج الصليبيين من القدس، عن دار الأرقم وبداية الدعوة عن نبيّهم المِقدام، عن عمر المختار مكبّل بالسلاسل وهو يقول " إنّنـا لا نستسلم أبداً .. نموت أو ننتصر " علموهم أن العلم والعمل مقرونان بِبعضهما البَعض وعند اشتداد عود الطفل اجعلوه يلعب رياضة قوى.. فالعقيدة تقوي قلبه والرياضة تقوي جسده ...الروح تقوى بالتقوى ..والجسد يقوى بالغذاء الطيب و الرياضة ..لننشئ جيل قويًا في الدعوة، وقويًا في بدنه فما زال الصراع طويل.. وليكونوا قد حق فيهم قول ابن تيمية رحمه الله "قوام هذا الدين كتابٌ يهدي وسيفٌ ينصر وكفى بربك هاديًا ونصيرًا" 

اجعلوا من بيوتكم قِبلة يخرج مِنها العالم والمُجاهد لا زريبة يتربى فيها الدّجاج يأكل ويسمن ثم يذبح به هذا الدين، فيقعد متحدثاً بلغتهم، ثغرًا على أمته، وبالًا على من يعرفه.. ومن لايعرفه.. 

علموهم أن الغاية الأولى والأخيرة رفع راية لا إله إلا الله في هذا الكون، عرّفوهم أنّ بهم سيُقام دين الله في الأرض وأنهم الثغرة الأولى وليس بالضرورة تحقيق البطولات لكن الضرورة في السعي لرد بأس الله إن جاء لآخر نفس فيهم، حدثوهم عن زيف العلمانية وكل المصطلحات الرنانة ، وأن لا حكم إلا لله الواحد القّهار وما دون ذلك كذب وافتراء

لا تجعلوا منهم خرفان بين القطيع ، علموهم أنّ من عاش لهذا الدين لا يعيش إلا في الشّدائد والمِحن، اجعلوا مِن عيونهم تبرق لِتعيد الفجر ، علموهم أنّ الله لا يحتاجهم لينصر دينه بل هم من سيحتاجونه في أبسط الأمور ،

أخبروهم أن مسألة عودة الإسلام مسألة وقت لا أكثر والأمر مرهون بهم ، أخبروهم أن المُسلم المتعلم، الواعي رقم صعب في المعادلة الدولية ويُضرب له ألف حساب، وأن المؤمن لا يتنازل عن دينه من أجل الرزق فالله هو الرازق ..اشحنوا كل ذرة فى روحهم بكراهية الطواغيت وحب دين الله العظيم، اجعلوا غايتهم واحدة وهي إعادة ذا المجد السّليب وأشواق النّفس لا تتوق لغير هذا، اجعلوا منهم تلك الفسيلة التي وإن قامت القيامة وكانت الأهوال، فإنكم تلتزمون أمر ربكم بالغرس، امتثالًا لأمره، وماكان الله ليضيع إيمانكم، وما كان الله ليضيع أبنائكم أو لايحفظهم مع صدقكم هذا، وسعيكم لحفظ الأمانة.. وأعلموا أن أطفالكم الصغار في مهودهم اليوم، غدًا سيكونون فرسان وهم من سيتحملون تلك الأمانة.. فأما أن يكونوا عمًلا صالحًا جاريًا أو عملًا طالحًا جاريًا... فأحسنوا يحسن الله لكم.. وقدموا الخير، تجدوه.. إن الله رؤوف رحيم