بقلم: محمد دومو
لحظة وداع باكية
بالمستشفى دخلت غرفة امي
و القلق يجوب في نفسي
هناك الموت كان حاضرا
يترقب وينتظر جالسا
لكنه بين الفينة والأخرى
يقف، وكأنه مستعجلا
فيجلس ثانية يترقب وينتظر
كان يريد الذهاب لكن!
لست ادري ماذا يريد؟
ولا حتى، لماذا هو هنا؟
وانا ازور امي هذا اليوم
كنت لا أريد ازعاجها
وهي مرتاحة في نومها
لكن قلت في نفسي تحدث
قد تسمعك وهي نائمة
شرعت في الكلام...
والموت يراقبني وهو منزعج!
فتارة انظر اليه انا الآخر بغضب
وأخرى لا أعيره الاهتمام
كنا في الغرفة لوحدنا
انا وامي لوحدنا
انا والموت ننظر لبعضنا
انا لا اريد الذهاب من الغرفة
من أجل أمي
حتى هو الاخر لا يريد!
من أجل من هو هنا..
اتسائل: من سيذهب الأول؟
انه لن يستسلم إن عزم
ولا حتى يعرف الهزيمة يوما
فأنا سوى جثة تمشي وهي آتية
والمراهنة صعبة في وضعية
مثل هذه، فأين المفر، يا انت
من الذهاب، إذن
همست في أذن أمي وانا ابكي
دمعتي تساقطت من أعيني
على خذها المشرق والمبتسم
مسحت دمعتي من على وجهها
برفق، فابتسمت وودعتها
قد تسافر أو تنتظر
مجيئي وهي تحتضر
صبيحة الغد الباكر
أخذ الممرض هو الآخر
يناديني بالخروج من الغرفة
نظرت ثانية بغضب شديد
إلى الموت وهو يستفزني
في صمت ومتيقن من..
لست ادري هل هو ينتظر
أم يريد شيئا آخر
الموت لا يريد إلا الحياة
ولأجلها هو دائما يتصارع
اريد التوسل اليه حينها
لكن لماذا؟ فهو إن عزم
فلن يستسلم، ولا
يتراجع، ولا يرحم
خرجت من الغرفة وعقلي
كان حينها مبعثرا
لا اريد البقاء هنا انا الاخر
رأيت الموت يجلس بالقرب مني
كنت اسمع عنه الكثير والكثير
لكن اليوم لمحته مطمئنا
هل هو ذائماً هكذا؟
أم له مزاج متقلب بين
الفينة والأخرى؟ عنيفا..
انه لن ينهزم يوما ما
واليوم قد ينهزم! لا لن ينهزم
فكانت لمحتي الأخيرة
لحياة أمي الغالية وهي نائمة