كيف تريد أن تبدو هو أحد أكبر الدوافع النفسية لاختياراتك في الحياة، قد لا يعجبك طعام الأغنياء لكنك تريد أن تبدو غنيًا، قد لا يعجبك فيلم ما لكنك تتظاهر بأنه رائع وبأنك فهمته لأنك تريد أن تظهر بمظهر المفكر.
من الصعب التخلص من التفكير بكيف سأبدو، لكن من السهل جعل كل ما لا يعجبك يعجبك لأنك تبحث عن القيمة الخارجة عن ذات الشيء؛ قد يعمل الإنسان في وظيفة لا تناسبه، ويتزوج بزوجة لا تناسبه، ويتكلم بطريقة لا تناسبة، ومع الوقت تصبح كل هذي الأشياء تعجبه فعلًا وتروق له. لكن المهم هو القيمة التي تبحث عنها من وراء هذي الأشياء، هل هي حق؟ أم إنها مجرد رغبة للتواؤم مع الجماعة؟
في نظري أن الناس لا يقدرون على التخلص من فكرة كيف سأبدو، لكن بمقدور الناس أن يحددون رأي من سيكون مهم لكي أظهر بمظهر يعجبه، هل تهمك نظرة والديك؟ أم الأصحاب؟ أم الفتيات؟ أم الشباب؟ أم الله سبحانه وتعالى؟ نعم المؤمن يجب عليه أن يهتم بكيف سيبدو أمام ربه، أليس هذا هو الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهذا يجعلك لا تهتم إلا بالخالق عز وجل، لا تبحث إلا عن رضاه سبحانه، فحرص كل الحرص على إلتزام أوامر الله واجتناب نواهيه فبها تكون فائزًا وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
اسأل الله أن يرزقنا الإحسان.