تَسْوِيَة لِلَازِمِه اللِّيبِيَّة بَعْد مُؤْتَمَرٌ بَرْلِين! ..
تسخرونا على أداء الساسة الليبية وجهلهم بالقضية الليبية عندما تكون الأولوية في مؤتمر برلين وقف دائم لإطلاق النار وحظر بيع الأسلحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو الدعم العسكري من الدول الأجنبية وإطلاق المائدة السياسية، تجنب الحرب والدمار في ليبيا هكذا توصل المشاركين، مسارا سياسيا يعمل على حل لغز القضية الليبية الشائكة.
آلا نعرف آن الحرب تهلكة ودمار وخراب وان العمل السياسي بالعقل والحكمة لا يعرف حدودا بين بعضنا البعض في التوصل على حل القضية الليبية، حل شامل وكامل، ولماذا لا يوجد بيننا من هو رشيدا قادرا على نقل ملف النزاع الليبي من الوسط الدولي إلى الوسط المحلي الشعبي حتى ننهي المؤتمرات الدولية المزمع قدومها في المستقبل حول الأزمة الليبية.
وبالتالي لا يوجد آلية محددة على شروط أولويات مؤتمر برلين المنصرم، بل يوجد بسطة من التفاهم بين القوى الخارجية وتفاهم على مصالحهم الاقتصادية والأمنية والسياسية، ليصرح الرئيس الفرنسي ماكرون بنفي الانقسامات بين شركاء الاتحاد الأوروبي ويقول "الجميع ملتزمون بحل شأن ليبيا".
وتقول أيضا المستشارة إنجيلا ميركل " إننا نريد احترام حظر الأسلحة بضوابط اكبر مما كانت عليه في الماضي" وأضافت بأننا لم نحل جميع المشاكل" ، لكن " لقد خلقنا الروح، الأساس للمضي على طريق الأمم المتحدة" الذي حدده السيد غسان سلامة بثلاث مراحل سياسية.
ويكشف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي بأن "مؤتمر برلين حلول ليبيا قد كشف التزام جميع القوى بحل سلمي للازمة الليبية" وأضاف " لا يوجد حل عسكري"، والكل يتفق مع هذا المسار السياسي لا العسكري حتى الذين قد يكون لهم دور مباشر في الصراع الليبي.
لكن المعضلة كيف يكون لنا القدرة على تجميع الطرفين المتنازعين من الشرق والغرب، السيد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا والمشير خليفة حفتر الرجل القوي المعتمد من البرلمان الليبي في مدينة طبرق الليبية.
وحتى الآن لم يتضح لنا بعد إذا كان العالم الغربي سيكون قادر على تجميع أفكار المشير خليفة حفتر وفايز السراج على مائدة واحدة في غضون الأيام المقبلة لتهدأ التوترات بين جبهاتهم المكافحة من أجل استقرار وامن وسلامة الوطن الليبي.
واحتفت العيد من الصحف والمحطات الأجنبية والعربية والليبية على أهمية الدعوة إلى المسار الدستوري الشرعي الليبي ومن تشكيل حكومة ليبية جديدة موحدة تعمل على استقرار الدولة الليبية في أمنها وأمانها وصلاحيات القوات العسكرية الليبية إزاء الدولة الليبية.
انه ليس موضوع المؤتمر المنصرم في برلين العاصمة الألمانية بل القوى السياسية الفاعلة التي تتطلع إلى الحصول على دولة عصرية حديثة تعمل على السيطرة على مشاكلها الداخلية.
المعركة التي تسببت باستخدام الأسلحة الخارجية والداخلية، ضد بعضنا البعض، واعتقاد البعض منا لا مخرج من الأزمة الليبية إلا باستخدام السلاح الداخلي والمستورد من الخارج هو الحل الأمثل في فد النزاعات بيننا، لكن في حقيقة الأمر هو اعتقاد خاطئ ليس له أي نوع من المصلحة الوطنية الليبية.
ويبدو لنا آن قضايا بعثة السلام الدولية وكيفية وقف إطلاق النار والتي تحصلت عليها خلال القمة المنعقدة في برلين، لا تعمل على السير على نهج والمسار السياسي والاتفاق السياسي، ولكن الاتفاق السياسي ضعيف جدا مع ضعف عدم وتواجد الدستور الليبي الدائم، وقوى الجنود والأسلحة والعتاد المسلح هي الطاغية اليوم على الساحة الليبية.
والرد على السراج وحفتر وتصرفاتهم بهذه الطريقة لا تخدم المسار السياسي الليبي، وموافقة على الكف عن الحرب الأهلية التي قد أصفها بالحماقة من كل الأطراف المتنازعة على السلطة السيادية في الدولة الليبية.
العمل الوطني الليبي لا يأتي بالسخرية والتهكم على بعضنا البعض، وإنما يأخذ الجانب القانوني الدستوري واتخاذ السياسيات التي تؤدي إلى ردع الطمع والجشع، وجعلها في قمامة التاريخ الليبي المعاصر.
لا يجب اعتبار خيار التدخل الخارجي كحل أخير إذا كان هناك دستور دائم للدولة الليبية واتفاق سياسي قوي وجنود ليبيين من داخل الوطن وليس من خارجه، وأقل حاجة أن نعمله من اجل استقرا وامن وسلامة الدولة الليبية.
هذا ما كان يجب على المؤتمر الدولي، مؤتمر برلين العاصمة الألمانية، التي يصفها البعض بالنجاحات الدولية وليس المحلية، والذين يحيطون فايز السراج والمشير خليفة حفتر عليهم أن يتداركوا الدولة الليبية المنهارة قبل أن تسقط في أيدي الطامحين في خيراتها التي نعمنا بها منذ الاستقلال الأول لدولة ليبيا.
بقلم / رمزي حليم مفراكس