قال: " إن كل ما أعانيه من علاج السرطان لا يُعد شيئاً مقابل يوم كنت أعانيه في المدرسة, يومٍ واحدٍ عادي في المدرسة " .  هذا ما قاله بلال بعد أن وصف أعراض مرضهِ المتعبة , بلال ذا الثالثة عشرَ عاماً الذي تعرض للتنمر من طالبين في مدرسته لمدة ثلاث سنين تقريبًا .                                              [ مقتبس من شيفرة بلال]

     التنمر في أبسط مفهومٍ لهُ هو إيذاء , إيذاء يقوم به شخص او عدة أشخاص وغالباً ما يكون المتنمر يملئهُ الشعور بالقوة , فالتنمر سلوك عدواني ,عدواني للغاية .
وهو ليس ظاهرة جديدة , إنما بدأ التعريف والتوعية بها من جديد فهي موجودة منذ زمن , وله أنواع عديدة كالتنمر الجسدي أو النفسي أو اللفظي حتى , لعل أكثر سبباً لذلك هو إظهاراً للقوة وربما اضطرابات نفسية أو قد يفعلها أحدهم ليضحكوا عليهم , تمامًا كما حصل مع بلال .
          على الأهل أن يحتضنوا أولادهم أن يهتموا بهم ولِأمورهم , فكم من أشخاصٍ يتعرضون للتنمر لكن لا أحد من عائلتهِ يعلم , فالأهل هم قاعدة الهرم بتوعيتهم لأبنائهم وتربيتهم السليمة لهم منذ الصغر ستبقى معهم حتى المشيب.

      ثم يأتي الدور الأهم للمدرسة التي وجب عليها الحد من هذهِ الظاهرة في حال حدوثها والبحث عن أسبابها وعلاجها ,لإن المدرسة هي اكثر الاماكن التي قد تظهر فيها التنمر , وهي ايضاً البيئة التوعوية للأطفال بعد الأهل .
لم يعد أمر التوعية بهذهِ الظاهرة صعبًا فالوسائل كَثُرت ولكن تحديد الفئات هو الأهم , ولكل شخص دوره الخاص والمختلف في توعية ونُصح غيرهم.

مشكلة التنمر قد لا نراها خطيرة لكنها تكون مدمرة احيانًا, فالعديد من الأشخاص اقدموا على الانتحار ليتخلصوا منه , نحن لا ندرك بماذا يشعر , فالتنمر شبيه جداً بالفايروس ؛ لا تظهر أعراضهُ إلا بعد انتشارهِ وفوات الآوان.
      إن التربية الحسنة نعمة وإدراك المرء لحقوق غيرهِ قبل واجباتهِ نعمة ايضاً , لذا احسنوا التربية فأولادكم هم انعكاس لكم ولأفكاركم , ولتحموا أولادكم ايضاً من كل ما قد يصيبهم , كونوا الملجأ والعون لهم وقت الراحة قبل الحاجة. 

      حفظكم الله وأولادكم من كل مكروه