تسارعت اللحظات بعد سماع ذلك الدوي المفزع، هرعت النساء و الأطفال إلى المخابيء، و سارع الرجال صوب مصدر الصوت لمعرفة من أين جاء و ما مسبباته، كان الناس يحيطون بالمكان و تعالت أصوات سيارات الإسعاف و انتشر رجال الأمن في كل زاوية، يقال أن لغما انفجر في منزل و دمره عن آخره و قضى على ساكنيه.
وصلت فرقة الجنائية و طوقت المكان لتحديد ملابسات الحادث، الكل يتساءل في حيرة شديدة أمات حقا فلان و زوجته و أبناؤه في رمشة عين، آه ما أشد وقع تلك الصدمة على كل من كان في المكان، ذلك العجوز الطيب الذي يدفع عربة بيع الحليب رحل و لن نراه مرة أخرى، و الحال سيان بالنسبة لزوجته التي كانت تبيع السمن رفقة أبنائها الثلاثة، كارثة حلت بالقرية من حيث لم يتوقع أحد.
شيئا فشيئا بدأت تتكشف خيوط الواقعة، أطفال الجيران قالو أنهم وجدوا جسما غريبا في الخلاء، و قام أبناء بائع الحليب بحمله معهم إلى البيت، هنا تبينت الشرطة أن ذلك الشيء كان لغما قديما من مخلفات الحرب، حين حاول الأطفال تفكيكه انفجر و أتى على البيت برمته و من كان فيه.