لقد أوجدك الله في تلك اللحظات وأعطاك تلك النفحات الربانية وجعل لك مواسم الطاعات، وأحياك على الإسلام أنت دون غيرك في ذلك الزمن الممتد لأمر ما.. ومهمة محددة

ليشهدك أنك إما من أصحاب الجنة أو أنك من أصحاب الجحيم، أنت هنا لتوقع عقد تاريخي في حياتك كلها على أنك موافق على دخول الجنة أو موافق على دخول الجحيم إنه عقدٌ بإختيار (( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) وإشهاد ((وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ))من قبل

ولقد قبلت العرض، ووافقت على العقد، وستعلم بنود الأمر بعد أن يكون البصر حديد هناك ستعلم أن الأمر فصل في رواية عظمى للغاية ربما أشفقت السماوات والأرض أن يكونوا أبطال هذه الرواية ورضيت أنت ..فكنت ظلومًا جهولاً ..فاعمل واجتهد لأنك حملت مسؤولية تلك النفخة وعليك إشهاد من عالم الذر من قبل أن تنزل في ميدان جسدك ..."وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ" 

فإن أكرمت تلك النفخة فإنَّ "الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" وأن أهنتها فإن "الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ "

لأنه بمفارقتك الجسد ستشاهد ما كنت لاتتخيله في أقصى كوابيسك حين يكون البصر حديد و خلودك إلى مالانهاية في النعيم المقيم أو عذاب الحجيم حينها إن قلت ((رَبِّ ارْجِعُون)) سيكون  الجواب ((كَلا))! فتكون لحظاتك كلها إلى مالانهاية عذاب ... أو ما لانهاية أفراح، وما حياتك الأخروية إلاوفق لاختياراتك الدونياوية، وغدًا تتم القصة الوجودية، ويفصل بين الخلق وتتمايز الصفوف وتطوى السماء كطي الكتاب ويقضي الله بين الخلق بالحق وهم لا يظلمون ! بادر بالتوبة والأوبة، قبل العودة، واختار من المعالي طريقًا ولا تهن نفسك بالمعاصي، وكن في عزمك على الجنة كالجبال الرواسي... 

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا