إلي صديقتي الصغيرة : سلامٌ الله عليكِ

إليك وقد خذلني الحرف، ويشهد الله على ما في القلب، يعجبني فيك إطراقك الوقور، وسمتك الهادئ، ويكأن النقاء لم يتَمثّل إلا بحضُورِك، يلفتني أدبك في الحديث، وإذا مدحك الناس تعتليك حُمرة ثم تخفضين رأسك وتهزينها بأدب جام! وأَن ابتسامَتـكِ على وَقَارِها تُحيل قَفْر الحياةِ خصبًا، وما اجتمعنا إلا على الطاعة فلله الحمد وياحبيبة يا قريبة ، إِنّ شجرةَ ودّنا قَد تجّذرت بعمقِ ما اجتمعنا وحفظنا وألتزمنا... هذا هو غرس الآخرة الذي نشيده سويًا صرحًا عظيمًا، تشهد علينا كل خطوة خطوناها وكل نبضةٍ نبضنها وكل نفسٍ تنفسناه في تلك الأيام... وستظلّ تُزهِر حتَّى نلقَى ربَّنا

أما إنك -والله- لستِ صغيرًة عنا إلا في سنك، لكنك كبيرة بقلبك وعاطفتك ووفائك.

دمتِ يا صغيرتي كبيرة المقام، عظيمة المهام، روحك روح نسرية، وقلبك قلبٌ أيوبيًا، وعزمك عزمٌ إبراهيميًا،  وتوكلك توكلٌ هاجريًا، وأوبتك أوبة داوديًة، ونفسك نفس يونسية، ومناجاتك مع الله مناجاة موسوية، وعفتك عفة مريمية، وجمالك جمال يوسفيًا، وخلقك على النهج المحمدي،  فإِن شئتِ فاغفري تقصيري وعرجة حرفي، وفقر لغتي، وضعفي،ثم أعلمي أن رباط الأخوة في الله هو طوق النجاة في الآخرة، وإني أتكئ عليك كعصا موسى فخُذي بيدي لجنَّةٍ عَرضُها السمَاواتُ والأرض .. سلم الله قلبك وروحك🌿💚

ملحوظة:هي قد لاترى كليماتي الآن لكن الله يراها  :)