يا سكان جدة

من فنون العلاقة بالبحر

أن تذهب إليه وحدك منفردًا

بعيدًا عن الأشخاص قريبًا من نفسك

أن تقف في(السقالة)

مواجهًا صخب الموج، ضجيج المد، لفح الفضاء

تحتاج موجًا هدارًا مرتعجًا مرتطمًا يغسلك

( كورنيش الحمراء أو بحر أبحر مع الاحترام لهما لا يؤديان المعنى هنا)

تتوطد صلتك بالبحر كلما وقفت أكثر

تقف حتى تبتل سويداؤك

ترمي أحمالك وتوضب أحلامك

تراجع صفحاتك مع ربك

تسبَح في كتاب الكون هامسًا بتلاوتك

مترويّا في تنفّسك

متصفحًا التاريخ في كل موجة ضاربة

عابرًا بحر موسى مارًا بقرية السبت

مندهشًا من برزخه شاكرًا لله مائدة تخرجها مياهه

موحدًا لله في تأملك لدروس الضرّ والنجاة

مدركًا للموعد الحقيق { والبحر المسجور} راجيًا عفوًا وعافية

{ قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثل