كـانَ يُحبُّـها وَيعشّـقُ عَيْنـاهـَا وَفـي هَـوْاهـا مُتَيـمُ ، كـانَ لَها السّند والكتـْف والعضـَدُّ كـانتْ لَـهُ الحيـاة المُفْعَمة بِاليـأسِ وَالاكتِئـابْ حَتْى أصْبَحت  كَريمَتهُ  و َعُقـد قَلبَها بِقلبْه إلى الأبْد ،كـانَ  لهْا الحياةَ و النْور في ظُلمْات الدُنيا ،  كـانَ رِوايَتُها المُفضْلة  وَ قِصَتُها الطَويْلَة . . .
حَتى جاءتْ ليْلة  بَعْثَرَت هذآ الحُبْ وَسَكبَتُه في نهرٍ، وَ مَزْقَتْ الحُـبْ الجـَوْهَـرِيّْ  بـِسبـب مـَرضْ  أدَّى إلـى الإنْهيَـار...
وَما كـانت كَريمَتُه تتَمْزق ألَماً... كَانَ يَجلْس دائمآ بِجانِبْها علـى الأرِيكَة الرَثَة ،  يَنْظر إليـْها وَعيْنـاهُ تَخطُفْه إلى سَاعةِ الحَائطْ يَعُـدْ الثَـوانِّي  كـَانت تَدقْ بالرَأس مِثْل  نَاقوس الخَطْر . . .

كُلمْا تَزدادُ الثوانيْ  تَقل الثواني المُتَبَقيْه لَـها مـِنْ الحَـياة ... 
كَـان يَنـظر إلى عَيْناها ؛ وتُذرف دُموْعه على وَجنتَيْها ،
وبَـدْأت الأيْام تَجْري ودَقات السّاعةِ تَجـْري مِثلَما جَرَت قديما ً وَجَرفت مَعْها هذآ المرض الذي أنْهكَهم ولكـنْ بالفعْل أنهَكَهـا لِوَحدَهـاْ وَهو أَنّْهَـكَـهُ ألَمُـها وَفراقها الـذّي حَـان...

حَتـى قال  آه ٍ لـوْ يَعود الزّمَان  أو يَتَقدَمْ لِأذهب إلى حَياةٍ أراكِ فِيْها وَبَدأت دُمـوعه تُذْرَف وَقلـبَه يَتَألَمْ ..

حتى مرَّ أسبوع من فراقها  و َ تَزْوج غَيـْرها وكأنها لنْ تكـن كَريمَته ولا  مَحبوبتْه وَكـأنَ دُموعَه كَـانْتْ دُمـوعَ تَماسيْـح  كـأنّـهُ كـانَ مُواسَـاةً لّـهـا وَ تَعاطُفاً لِقلبَـهـا..

إنـّْه  الرَجْـل الشّرقيْ يـا سَادة هَكْـذا يَنسَـى مـَنْ  كـانَ لــهُ النـوْر والسنـد والدعْـم في الحيـاة المُفّعمَـه بالأحْـزان واليَّــأس والقليْـل مــِن الأَمــلْ..
  يُشّـرَدْ عَقلَـهُ وَتُخـلَـع الذاكِـرَه مِـنْ رَأسِـه وَيُنـزَع الحُــبْ مِــن ْجَسـدْه ..
عَكْس الغَرْبي الـذّي  يَـكـُـونْ نِصّــفْ مِيـّْت المَدفُون ْحيَّ . . .