بسبب حقده الدفين على العرب وبالأخص السوريين الذي انتفضوا في وجه الدولة العثمانية مطالبين باستقلالهم,اضافة الى عدم تمكنه من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي,لعدم توفر المعايير المطلوبة وفي مقدمتها حقوق الانسان,اراد ان ينتقم من العرب,فكانت تركيا البوابة الرئيسية لدخول عشرات الالاف من الارهابيين المتسترين بالدين من كافة ارجاء العالم الى سوريا,اقام لهم تجمعات ومراكز تدريب ومن ثم امدهم بالسلاح والأموال كي يعيثوا في سوريا فسادا,وفعلوا (اردوغان والإرهابيين)ذلك عن سبق اصرار وترصد,لم يحرك العالم الذي يدعي التمدن ساكنا فكانت النتيجة,مئات الالاف من القتلى وملايين المشردين,لم يسلم الحجر,فهدموا المساجد والأديرة.

التدخل الروسي في سوريا وان جاء متأخرا,إلا انه قوض السلطان العثماني الحالم بإعادة امجاد دولته,سوريا على وشك اعلان تحرير كامل ترابها من المرتزقة,ولم تتبقى إلا ادلب التي تغص بهم,سلّم اردوغان امره صاغرا للقيصر الروسي,ويعملان سوية على تبادل المصالح,ولكن ماذا عن المرتزقة الذين سيطردون من سوريا الى تركيا؟ لقد ارتأى السلطان ان يبعث بهم الى ليبيا حيث حكومة الاخوان توشك على الانهيار,ويقبض الثمن (صكوك على بياض)من خزينة الليبيين المفتقرين لأبسط سبل العيش.

السياسة مصالح مشتركة لا ضير في ذلك,ولكن ماذا لو تكن النتائج قذرة؟بمعنى ازهاق ارواح بريئة,وهدم بيوت,وتشريد اسر,وإهدار مقدرات البلد,عندها يتحول العاملين بالسياسة الى قتلة سفاكين للدماء,ولصوص,انه قانون الغاب في عالم يتشدق اصحابه بحقوق الانسان ومنها حقه في التصرف بمقدراته والتعبير عن رأيه واختيار من يحكمه.

من منطلق الضرب عرض الحائط بكل ما يمت الى الانسانية بصلة,اتفق بوتن واردوغان على مبادلة طرابلس بادلب,اي انسحاب اردوغان من اخر معاقله في سوريا وتعويضه بطرابلس الغرب ومن ثم اعادة احتلال شمال افريقيا بأكمله خاصة وان للسلطان اذناب في تونس   يستعجلونه التحرك,بينما الابواق الناعقة في الجزائر الجديدة تعلن ودونما خجل او وجل ان طرابلس خط احمر(لا يريدون الجيش الوطني الليبي دخول طرابلس وتحريرها من براثن الاخوانجية),الامر قد لا يدعو الى الاستغراب اذا علمنا بان هناك بعض الليبيين قد استنجدوا باردوغان بعد ان قام الجيش الوطني بتضييق الخناق عليهم في طرابلس التي يقولون عنها عاصمتهم ودافعوا عنها(عن وجودهم) باستماتة,هؤلاء المستغيثون الراقدون على بطونهم يعبدون الطريق للعثمانيين لإعادة احتلاله للبلد.

المؤسف له حقا ان يعلن اردوغان وعلى مرأى ومسمع العالم,بأنه ارسل الارهابيين من سوريا الى ليبيا ومستمر في تزويد حكومة الفرقاطة المتهاوية بكل ما تحتاجه من اسلحة بمختلف انواعها وكذلك جنود اتراك وتعيين حاكم عسكري تركي عليها,في انتهاك صريح للقرارات الاممية الخاصة بعدم تصدير السلاح الى ليبيا وما ينتج عن ذلك من قتل وتهجير لليبيين,والعالم الحر لم يحرك ساكنا,فعن اية حضارة يتكلم هؤلاء المعتوهين؟

يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بعد ان طلق زوجته وأصبح وحيدا,اراد ان يعمل راهبا, فقام في موسكو(الكنيسة الخاصة بالأجانب) بمباركة تطليق اردوغان لإدلب السورية وزواجه من طرابلس الليبية,الحضور اقتصر على ذوي الاصول التركية.المؤكد ان الشرفاء من ابناء البلد لن يسمحوا بذلك,وأنهم سيقدمون التضحيات لأجل استقلال الوطن وكرامة المواطن.