بتاريخ ٧نوفمبر عام ٢٠١٣م كتبت التالي :
مفقود من الذاكرة ، ومنسي مقصي يلوذ بالصمت ويداري وجع الايام بحسن الابتسامة وجميل التفاؤل وقبل ذلك الثقة بالله ، منذ أن تفتق وعيه بالحياة وجد أن قدر الانسان أن يكابد حتى النهاية وأن يعيش في صراع مع ذاته ومظاهر الحياة تلك المظاهر الرافلة بالبذخ والمنطوية على الخسة والدناءة ، كان يدرك أن الانسان يتجلى في اشراقه حين يكثف من حضور الروح وأن ماديته تتلاشى امام سطوع الضوء المنسكب من مشكاة الحقيقة الايمانية المرتكزة على إدراك واع بالحياة ومآلاتها ...
كان يهمس في أذني الصمت أنا صخب يتحدى وأنا كينونة نفخت من روح التجلي العظيم للخالق المبدع ، ولن يعيق تقدمي نحو تحقيق تكاملي الانساني شيئا بإذن الله ، كان يبقي الصلة الخفية مع ربه متوهجة يرفض أن يجليها لاحد سواه ولقد تعلم في كفاح الحياة أن اشتعال الانسان الحيوي وبقاءه قويا مصانا يتمثل في استمداد قبس النور من مشكاة الذكر وحسن الاتصال بالله صلاة واستقامة وصلاحا وإصلاحا ، ولذلك راح ينمي موهبة الصبر ويضاعف من مفاعيل التحدي ، كان يكسر فرعنة ذاتة لأنه يدرك ان الذات المتفرعنة تصبح قيدا يغل الانسان وينسيه حقيقة تفوقه ووجوده في الحياة ، راح يمارس الترويض الذكي لها لتنسجم مع أصالة قيمه وتتعالى بها دون أن تشكل سياجا بينه وبين الاخرين ، كان يكره الفواصل والنقاط التي تنتصب امام قدرته على تحقيق وجوده في الحياة بشكل سوي لا يستسلم للظلم ولا ينقهر للباطل ، وكان يتجاوز العوائق بروحية عالية تستكنه كوامن الحياة وتقرا باقتدار حقيقتها لأن القرآن كان يمده بخاصية التعالي الرفيع والتجاوز السلس ليؤسس يقينه على حقيقة مفادها أن الاخرة خير وأبقى ...
عاش نقيا لم تستطع عوالق الاغراءات استدراجه الى مستنقعات السقوط ظل يلمع في الوحل كالذهب ،وخرج من الوحل وبقي الذهب ذهبا وظل الوحل وحلا ...
كان يدرك ان الاسلام وفر الحلول المعرفية والعلمية النظرية والتطبيقية للانسان وانه قادر على انتاج الحلول بشكل مستمر وأن خلوده يكمن في كتابه المعجز ولذلك موصول بالقرآن يستخرج منه لآليء التجديد في حركة الحياة ...هو إذن من جيل نادر جدا جيل ستنتصر فكرة النهضة والتقدم على يديه ،تلك النهضة المنيثقة من صميم دينه وقيمه وقرآنه ...