الموضوع حول كيف اننا نحاول ان ندفع بالفكرة خارج اطار تفكيرنا الواعي فتتحول بقوة الى افكار متعددة انتقامية.!

مثلا, حينما نريد ان نخلد للنوم بالقوة, فان افكارا كثيرة تبدأ بالانتشار -افكار عن طفولتنا الجميلة واخرى عن رحلاتنا في البر او البحر واخرى عن اصحابنا وشجارنا معهم في المدرسة وهكذا دواليك, ومعها نصبح غير قادرين على النوم, او حينما نريد ان نخضع انفسنا لرجيم غذائي معين فاننا نفشل في ذلك لان الافكار المعاكسة تبدأ بغزو تفكيرنا وكأنها تريد ان تنتقم منا وفي الاخير نفشل تماما في انجاز ما عزمنا عليه في بداية تفكيرنا حول الحمية واهمية ان نخفف اوزاننا.!!وجدت إحدى الدراسات ان المدخنين الذين يحاولون قمع تفكيرهم حول التدخين او طرد فكرة التدخين من عقولهم في محاولة لترك التدخين, وجد ان لديهم حنين ورغبة عالية للتدخين بالمقارنة مع اولائك الذين لم يحاولوا في التفكير في الاقلاع عن التدخين.(ورينولدز1994)،

وقد لوحظ في العديد من الدراسات والابحاث ان هذه حقيقة ما يدور في اذهاننا التي هي عبارة عن تفاعلات معلوماتية مترابطة وما ان نبدأ بالتفكير تبدأ هي بالتوارد والتزايد لتقوض كل تفكيرنا ومهما حاولنا طرد تلك الافكار فانها ترتد الينا اكثر قسوة وصرامة

نظرية ويجنر iWegner, 1994)

نظرية وينجر," نظرية التشغيلات الساخرة" ترى أن المحاولة للسيطرة على العقل, يسفر عنها عمليتان: أ- عملية التشغيل التي تحث التغييرات المنشودة من خلال البحث في المحتويات (مجموع المعارف والخبرات الخ, (الوعي) العقلية التي تتوافق مع الحالة المنشودة او المقصودة.

-ب, عملية الرصد والمراقبة تقوم باختبار ماذا كان هناك حاجة لعمليات التشغيل من خلال البحث عن محتويات (معارف وتجاربنا االمطمورة في اللاوعي) عقلية لا تتوافق مع الحالة المقصودة او المنشودة.

وعملية التشغيل (الوعي) تتطلب قدرات معرفية وادراكية عالية حتى تحد من تدخلات عمليات الرصد او المراقبة (اللاوعي), ولذلك فان لها تأثيرات معرفية اكثر من العمليات الراصدة او المراقبة, بينما عمل الطريقيتين سويا يعززان الدرجة التي تطمئن لها سيطرتنا العقلية.

بينما في الحالات التي تقل فيها قدراتنا العقلية الواعية , فان عمليات الرصد والمراقبة تحل محل عمليات التشغيل وبذلك تعزز حساسية الشخص فيما يخص بالمحتويات العقلية التي تصبح السخرية المعاكسة لما ينشد تحقيقه.

المشكلة تحدث عندما مثلا اتوقف بوعيي عن محاولة الهاء نفسي واشغال تفكيري بمواضيع اخرى, في هذه الاثناء تبدأ التشغيلات الراصدة في اللاواعي في البحث عن الاشياء التي احاول قمعها, واي شيء تلحظه يشبه بشكل مقارب لما اود قمعه, فان ذلك يقدح الشرارة في التفكير مرة اخرى ومن ثم الدخول في حلقة اخرى من التفكير المشابه لما احاول بيأس ان اتخلص منه..

د. سالم موسى القحطاني