أهلين..
عندما قررت خوض "تحدي الكتابة"، للأمانة.. كنت قد خططت أنني في حال انزنقت ولم أجد قصة لمبدع تستحق التناول والإشادة، أو.. في حال انشغلت عن الكتابة تكون لدي Plan B تتمثل في العودة إلى أرشيف لدي خاص بقصص المبدعين، وأختار منه إحدى القصص، لكن هذا – والحمد لله – لم يحدث حتى الآن، فقصص المبدعين من حولنا كثيرة جداً، وحين نقول "مبدع" فنحن لا نعني بالضرورة ستيف جوبز وأمثاله! بل.. كل من يقدم إضافة جميلة جديدة أو مختلفة ومميزة، مهما كانت صغيرة، دعونا نضع في الحسبان دائماً أن أحد أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية كان "أوراق الملاحظات اللاصقة"!
* * *
أكثر من شخص سألني: لماذا تركز على المبدعين الغربيين ولا تذكر أمثلة لمبدعين عرب؟ هل لأنك شديد الانبهار بالغرب؟ أم لأنك ترى أنه لا يوجد بين ظهرانينا مبدعون؟ (للأمانة.. لم يقل أحدهم: أم لأنك "ماسوني"؟).
أولاً.. تو الناس ياخي، ما زلنا في اليوم الخامس.
ثانياً.. أبشروا، سأتطرق لأمثلة عربية مميزة.. مميزة جداً، وأحدها بطلنا اليوم.
* * *
منذ العام 2004 وحتى العام 2011 عملت في شبكة قنوات المجد الفضائية ضمن فريق الإعداد، كان لدينا برنامج "رمضاني" مسابقاتي اسمه "الشاشة لك" فكرته أن نتيح الشاشة للمشاهد ليبهرنا بإبداعاته، وتكون هناك لجنة تحكيم تقيم أعمالهم إضافة إلى أصوات المشاهدين في الاستوديو وفي المنازل..
حلوين؟
وبينما نحن – فريق الإعداد - نتصفح مشاركات المشاهدين المتنافسين على الجائزة الكبرى (100 ألف ريال سعودي) إذ وصلتنا هذه المشاركة
اندهشنا لمستوى التصوير والإضاءة، لأدوات التصوير التي صنع جزء منها محلياً، للفكرة، للنص، وكنا نظن أن هذا أقصى ما يمكن لياسر الغامدي وأخيه عماد تقديمه، لكن المفاجآت توالت.
فاز الأخوان الغامدي بالمركز الثاني، وجائزة الـ 50 ألف ريال سعودي.
وعادا في العام المقبل ليشاركا بمنافسة أخرى، اختارا عنواناً مقارباً لسابقه، وقدما رسالة مختلفة تماماً.. رسالة عن السرعة وما تسببه من حوادث مرورية مروعة.
لم يتوقف إبداع ياسر عند هذا الحد، فالرجل الذي يعرّف عن نفسه بـ "عاشق للفنون البصرية" ما فتئ يدهش الآخرين بإبداعات متتالية، فقد اقتحم عالم انستقرام بحساب ذي فكرة مختلفة، أنشأ صاحبنا حاسبه "مكسر-آرت" وفيه يدمج جانب الواقع المتمثل في المكسرات بجانب الخيال المتمثل في رسوماته، وعبر تكامل فريد ينشر أعماله التي استحقت الإشادة الرسمية من شركة "انستقرام" نفسها، فقد نشرت الشبكة عبر حسابها الرسمي أحد أعماله، ليكون بذلك أول سعودي يحظى بهذه الإشادة من انستقرام.
وإليكم نماذج أخرى من إبداعاته في هذا المجال:
وماذا بعد؟
لم يقف ياسر عند هذا الحد، فقد أدرك أن انستقرام منصة جديدة وبديعة يمكن أن تتحول - في حال تم استثمار مقوماتها بذكاء - إلى مصدر دخل رائع، ولأن صاحبنا مبدع يفكر خارج الصندوق لم يقم بما قام به كثيرون من إنشاء حساب يقدم ما يغري الآلاف ومئات الآلاف للمتابعة ليتحول الحساب بالتالي إلى منصة للإعلان، بل أسس شركة يقوم من خلالها بطباعة أجمل صور الناس على القمصان والقطع المخملية لتتحول إلى لوحات أكثر من رائعة، وكان هذا هو مشروعه "انستانفاس" الذي تحول لاحقاً إلى اسم أبسط "لوحات وذكريات" وبدومين أكثر رشاقة lt.sa
هذا غيض من فيض إبداعات ياسر الغامدي، ولولا خشيتي الإطالة أكثر لأخبرتكم بالمزيد عنه، وكم نحن بحاجة إلى أمثاله ممن يفكرون خارج الصندوق، أولئك الذين يجعلون لحياتنا رونقاً أجمل.
هاكم حساب ياسر الغامدي في تويتر، أقرئؤوه مني السلام وقولوا له: بارك الله فيك، دُمتَ مبدعاً.
غداً يوم جديد وتدوينة جديدة بمشيئة الله
مروان المريسي
__________________________________
هذه التدوينة هي الخامسة في سلسلة 30 تدوينة × 30 يوم طيلة شهر نوفمبر، ضمن " #تحدي_الكتابة " لهذا العام 2015.
- التدوينة الأولى: كيف شكل صوت الطائرة؟
- التدوينة الثانية: قف و.. توقف
- التدوينة الثالثة: تحايلوا.. يرحمنا ويرحمكم الله
- التدوينة الرابعة: وجائزة أفضل محاكاة لأغنية "هلو" تذهب إلى ..