بعد أخر كتاب قررت أغلقه بلا انتهاء, عرفت ما افتقد وهو روح الكتاب. وأضافة لذلك, فأنا كأي شخص لم يكن يحب القراءة, كان يجد صعوبة في القراءة بسلاسة وبدون الشعور بالصداع على اﻷقل فاستمرارية كانت صعبة و الاحساس بالشغف المرجو كانت مستحيلة.

هنا بدأت ابحث عن لماذا أقرأ, ولماذا بي ما يدفعني إلى هذا الطريق.وكنت لا أزال أقرأ الكتب التي اشتريتها من المعرض, فقد كنت أشتري الكثير بلا بحث ولا دراية, حتى أنه لا أزال اقتني كتب من هذا العمر لم أقراها بعد حتى اﻵن. 

وجدت ضلتي في برنامج السر التليفزيوني للشيخ علي أبو الحسن. كنت أشاهد قناة أقرأ أحيانا في هذه السنة, ففجأة عندما قررت أفتحها, رأيت الشيخ علي أبو الحسن مع فتى صغير, قال حينمها أن عمره واحد وعشرون. كنت أرواه كبيرة حينها, فقد كنت مازلت في السادسة عشر. وللاسف لا أجد هذه الحلقة على اللانترنت حتى اﻵن, ولكن كانت قوية جدا. تكلم عن نفسه وكيف أنه لم يكن قارئ حتى سن السادسة عشر بل وكان يشعر بالصداع حينما يقرأ. ووصف الكثير فإذا به يصف حالتي. ثم تكلم عن كيف أحب القراءة وكيف تقرب لها, وطرق الشعور بالكتاب وأشياء كثيرة سمعتها مرة واحدة منه حينها..ثم اقتراح كتاب وقال أنه ساعده جدا وكان الكتاب هو : القرءاة الذكية لدكتور ساجد العبدلي.

بحثت عنه كثيرا, حتى نجحت في اقتراضه من مكتبة الاسكندرية فيما بعد. اﻵن هو متاح أون لاين من الكاتب للشجميع. وكان كتاب رائع. وصعوبة إيجاد الكتاب ساعدني في خلق شغف له غير طبيعي ﻷول مرة.

لم أعرف متى يعرض هذا البرنامج, ولكن اصبحت أبحث عنه وصدفة من الحين للاخر أرى حلقة أخرى تزيد شغفي. وسبحان الله, شيخ علي أبو حسن هو شيخ الشغف. لديه قدرة رائعة أن يجعلك شغوف بكل تفاصيل حياتك. و اتذكر فيما بعد أفضل ما حصل لي في 2013 أني حضرت له محاضرة في القاهرة. وكلما قرأت أرى أنه في ميزان حسناته.

في القراءة خصوصا, كنت أجد عون الله كثيرا. حيث أن كل كتاب قرائته كان افضل كتاب ممكن أن اقرأه حينها. فأنا اﻵن بعد 7 سنوات, لا أجرأ أن اقترح على القراء الجدد كتب البدايات لي. ولكن سبحان الله, كانوا اﻷنسب لي, حتى الكتاب اللذي احبطني, ارتقى بي. قرأت أيضا في هذا العمر لد. مجدي الهلالي, وهو جميل جدا. وكنت أكتشف من الوقت للاخر كتب تكون اﻷنسب دائما وأعلى في العمق من ذي قبل.

ولكن بحكم البدايات, كنت انقطع كثيرا ولكن لا انقطع روحيا, أنما أنشغال وكن أفضل مشاهدة المحاضرات والخطب على القراءة ولكن أعلم أن بالكتب ما هو مميز.

ومازالت معرض الكتب هي سبيلي في هذا السن.

ثم تغير الوضع قليلا للمستوى اﻷعلى.