بعد الظهيرة كُنت أتناول حبات البطاطس التى صنعتها أمى بحب، أمى تجيد الطبخ لكن لا أظنها تجيد الرقص

أمى المرأة المتعلمة العاملة التى أحسنت تربيتي أنا وإخوتي والتى لديها قدر مناسب من الثقافة وحُباً لطلب العلم

والتى كانت تُذاكر معى دُروسى دائماً أنا وإخوتى، فى ذلك الوقت الذى كنت أتناول فيه حبات البطاطس الشهية رأيت منشور يتحدث عن النساء لا أدري لماذا يشغل أغلب الرجال الحديث والهجوم عن المرأة المثقفة والعاملة والمتعلمة والتى تستطيع بجدارة أن تثبت مكانتها فى المجتمع؛ أعتقد أن ما يشغل هذه الفئة من النساء هو حقوقهن وليس الحديث عن الرجال، وإن كنت لا تفضل المرأة المثقفة والمتعلمة فنحن لم نتقاتل على الزواج منك !

لكن كل فترة أرى مقال يتحدث عن النساء والذى يجب أن تفعله النساء والذى لا يجب أن تفعله ؛ هل تتعلم أم لا؟! هل تأكل ؟ وهل تشرب؟ وهل تنام ؟ يا أخي من عينك قاضي لشئون المرأة!

من الذي أعطي الصلاحية لشخص أن يحكم علي شخص آخر بما  يجب أن يفعل، وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الكثير من الببغائات تردد كلمات محفوظة دون وعي نحن في عصر الصراعات المستمرة بين الرجال والنساء، من يحكم ومن يقود ومن له اليد العليا وكأن أصبح الزواج حلبة مصارعة يريد أن يفوز به كلا الطرفان

لم تتعامل النساء كما وصى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان استوصوا بالنساء خيراً، يريد أغلب الرجال بقمع النساء فكيف يقمعهن وهم لديهم وظيفة تُأمن لهن حياتهن

إذا فلنتحدث دائماً عن عمل النساء وكيف هو بلاء للنساء والمجتمع ونقلل دائماً من أحلامهن وشأنهن، عزيزى لو تدع النساء وشأنهن وتختار ما تناسبك لأسترحنا جميعاً  

نشئت أنا والعديد من زملائي في أسرة ربة منزلها أم عاملة لم ينهار منزلنا ولم تهملنا أمهاتنا بل هن دائماً يبذلن قصارى جهدهن من أجل سعادتنا 

الرجل والمرأة مختلفان بالتأكيد وحين يطالبن بالمساواة فهن يطالبن بالمساواة فى الحقوق المهدورة كثيراً فى الوطن العربى للمرأة الشرقية 

وإن كنت تبحث عن الجاهلة التى تجيد الرقص والطبخ والتى تقول سمعا وطاعة فى كل كبيرة وصغيرة ولا تتناقش معك في أي أمر  فهن كثيرات لكن عليك البحث جيداً 

ولكن الغريب فى الأمر يريد الرجل أن يتزوج بفتاة مثل هذه ولكن أيضاً لا تطلب منه مهراً ولا شبكة بمبلغ كبير ولا أن يمضى على قائمة الزواج فهذا جهل وعليها أن تكون أكثر وعياً من هذا ؛ أى عبث هذا 

وأخيراً من قال لك أن المثقفة لا تجيد الطبخ ولا الرقص فنحن لم نترك مطابخنا التى نصنع الطعام فيها بحب لمن نحب