نفس وقلم
-سأقص عليك قصة، سأبوح بمكنونات صدري، هلّا سمعتني؟
-لتقص القصص بطريقة جميلة، لا مبتذلة ولا مترفة، لاتخف من حزنك و لاتحزن.
-طوبى لك، لاتعرف الشعور.
-أنا الظل الذي يرسم الملامح... انا السر الأمين، انا صديق الكثير في ساعات الشياطين.
-هل تحب؟
-أنا ظلك، فهل تحب؟
-تائه...!
-منذ متى؟
-منذ حدث اللقاء.
-أنادم انت ياهذا؟
-ربما.. متناقض مثلما أيّ انسان!
-إذًا فلتقص قصتك ولتفصح عن جرحك، سأرسمه لك وأوصله عنّك، ان نفذ حبري فاملأني بدمعك و ان كُسرت ريشتي فلتجبرها بلحمك.
-ولمَ تطلب كل هذا؟
-لأنك استغرقتني بحبك، لم تُبقي ليومك هذا... ولمثل هذا "فليعمل العاملون".
-وهل تعرف كلام الله؟
-وكيف لا أعرفه وقد خُلقت قبلك؟
-حدثني عن ربك ياقلم.
-الله ليس في الأرض ولا في السماء، بل هو التعظيم في الصدور!
لا تُكّفرني، هو الوجود ولكنّما لانعلم مكانًا له.
فهل يعقل يا نفس أن تذنب نفس في حضرته ؟
-ماتعرف عن رحمته؟
-مثلما أعرف عن غضبه، فإن أردت معرفتها فانظر لنقيضها.
-هل ربك عدل؟
-فقط إن رضيت بقسمته.
-وهل هناك غيرها؟
-نعم، الإعتراض والتمني.
-وهل تبكي ياقلم؟
-أتظنني أضحك؟
-بل أظنك تهذي.
-تخاطب قلمًا، ثم تقول أني أهذي؟
إنكِ لنفسُ بشري.
-وماخطب نفس البشري؟
-خطبها أنها تدري وتتظاهر بأنها لاتدري!
تقول الله عدل، ثم تجزع إن أتت الرياح بما لاتشتهي، تقول أنها مؤمنة وهي لاتبيت الا فزعةً تشكي!
-مالحب ياقلم؟
-حلو مذاقه، تستسيغه النفس وتحب غمرته...
-تعست وتعس الحب ياقلم!
-وهذا هو حال صاحبه.
-كيف هو..؟
-بين نار الشوق و جنة الوصل يقف عاجزًا، تلفح ظهره النار ويداعب وجهه نسيم النعيم.
-اكمل...
-مكتوف اليدان صاحبه، يغضب ولا يغيب، يهدد بالرحيل فلا يفعل، يعد بالإبتسام فيبكي.
-فهل أرحل عنها؟
-وماذا ستفعلي بعدها يانفس؟
الشوق أمرُ والفراق أمرّ!
الشوق نار والفراق سقر.
-أيجوز أن أبوح رغم كل شيء بحبها؟
-رفقًا عليك يانفس وهونًا، أنتِ بشر ما كنتِ مَلَكًا، أحبي مثلما تشائي وتذكّري؛ الفراق شريعة في الحب فعليك أن تصبري.
-ضرير_.
-السبت.
-9/5/1441.
-4/1/2020.