نداء هزيل ضعيف مني، وأنا الفقيرة، نداء من غرفتي الضيقة الصغيرة إلي ملك الملوك، في جنح الليل بين يديك
سقطت من الوهن في سجدتي، ألقيت له مافي جعبتي..، ممزوجة بدمعتي! على عتبة بابك، أقسمت لا أبرح أبداً
محرابَ دارك، قرعتُ الباب وما يأست! أدرك يارب أنك أنيس المنفردين، جليس من ذكرك، ومناجاتك يارب، تمنحنا جميعًا  راحة و حبًا لك ولذة في الحديث عنك، وترتفع إليك في هذه اللحظة ما لا يحصى من الحاجات والكروب والدعوات
لكن ندائي ضعيف جاء من مضغة مهترئه من الذنوب، جاء من صوت فقير من أَمة تقف على باب ملك الملوك، تقف بوجل، تتخبط في سواد الذنوب وتمشي على وجل كأعمى عكازه الدعاء، تتحس الطريق وتخاف فجأة الأجل، كنداء غريق في بحر لجي لم يرى سوىٰ طوق الرجاء، تدرك ما معنى أنت تكون أفقر العباد، وأشقاهم بالذنوب، تطرق الباب كفقير وقف على باب الكريم ليلًا في ليلة باردة يطلب الإيواء وأنت أكرم الأكرمين، فكان النداء هزيل ضعيف، ليس بقوة أيوب، وليس بيقين موسى، وليس بثبات نوح، جاء النداء متقطعًا بالذنوب والآثام، جاء ملطخًا بالخيبات، جاء بذنوب لا أحصياها وأنت تحصيها، وبثناء لا أحصيه أنت تحصيه، أنت كما أثنيتَ على نفسك، جاء بطلب الغيث على أرض القلب، على باب الله بالطرق، جاء ببث الشكوى لله، وودت لو أسكب زمزم الطهر على قلبي فيتطهر من كل نكتة سوداء، جاء برجاء منك يا أهل المغفرة، جاء من أَمة ذليلة،
جاء بالعجز عن ختم المناجاة، فقط رأسٌ مطاطئ وقلبٌ كسير، وبدنٌ عاجز، ودمعًا متحدر، يارب، عجزت عن تربية نفسي.. ربني وأنت ربي! يارب لم أكن بدعائك يوماً شقياً وكنت بي دومًا حفيًا

اللهم طهر قلوبنا من النفاق والرياء، وزينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين 

وأختم بقول صاحب الحكم العطائية

"إلهي..
أنا الفقيرُ إليكَ في غِنايَ..

فكيف لا أكونُ فقيراً إليكَ في فقري؟!!

وأنا الجَهول إليكَ في عِلمي..

فكيف لا أكونُ جَهولاً إليكَ في جَهلي؟!!

إلهي..

ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ؟

وَماذا فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ؟؟

لقد خاب من رَضِيَ دُونَك بَدلاً..

ولقد خَسِرَ من بَغىَ عَنكَ حِولاً.."