في ثقافة مثل الثقافة الأمريكية يسيطر عليها الفلسفة الداروينية، حيث مبادئ زي البقاء للأقوى والانتخاب الطبيعي، هنلاقي تأثر شديد بعالم الحيوان كمصدر للتعلم.
في عدد من الحيوانات الي بتعيش في مجموعات بيكون فيها ذكر واحد مهيمن ومسيطر على المجموعة (alpha male. ومن ثم بياخد مميزات زيادة عن أي ذكر آخر في الغذاء والجنس. في قطيع الشامبانزي الذكر المهيمن بيوصل لمنصبه عن طريق القوة الجسمانية والعنف والتحالفات السياسية عشان ميحصلش تحالف ضده، في المجموعات دي بيتواجد ذكور تانيين أقل قوة وسيطرة وفي الأغلب بيخضعوا لسلطة الذكر المهيمن.
هتلاقي في كثير من أفلام هوليود تأثر واضح بالفكرة دي. فكرة الرجل المهيمن، وبيتم الترويج ليها إن دة الشخص الجذاب الي كل البنات بتقع في غرامه، الشخص الواثق من نفسه جدًا،ناجح في حياته المهنية ، شخصيته قوية ومحبوب وكاريزمزا، شكله حلو وجسمه فورمة، كل حاجة في حياته تمام، كل حاجة مظبوطة.
"All women like him, All men want to be like him". شخصيات زي الي بيمثلها ممثلين زي دوين جونسون، ، توم هاردي، فان ديزل أو غيرهم من الممثلين الذكور ذوي الوسامة والعضلات.
على الجانب الآخر هتلاقي فيه تجسيد لشخصية الbeta male في شكل شخص مش واثق في نفسه، متوتر، وشخصيته ضعيفة، وعنده insecurities.
الخطاب الي بتلاقيه في أفلام هوليود، أو كتير من كتب التنمية الذاتية الغربية خصوصًا المتخصصة في العلاقات بتروج لفكرة إنك لازمًا تكون ألفا ومتبقاش بيتا، لازمًا تبقا بعضلات وواثق في نفسك والشخص المهيمن في دايرتك الاجتماعية. بعض من النصايح دي مش وحش ولكن بتفرض نمط محدد على الذكور خصوصًا الصغيرين في السن ( 16 - 24 ) الي عندهم اهتمام عالي بإنه يكون جذاب للجنس الآخر. لازمًا تكون زي النمط دة عشان الناس تحترمك والبنات تحبك. بيحط ضغط نفسي على الشخص إن لو جسمك مش حلو، لو مش غني، لو مش بادبوي، لو مش واثق من نفسك ومسيطر وكاريزما مش هتلاقي حد يحبك ولا حد بيحترمك.
في عالم البيزنس كلمة (بيتا) ليها معنى مختلف شوية عن عالم العلاقات الاجتماعية الداروينية، ولكن فيه وجه شبه، إصدار بيتا (Beta Version) من منتج معناه إنه لسة فيه عنصر عدم تأكد (عدم ثقة في مدى نجاح المنتج) ومن ثم بيكون الإصدار تحت الاختبار، بالطبع بيكون المنتج فيه إضافة جديدة عن المعتاد أو ابتكار مختلف تمامًا ومن ثم فلازمًا يخضع للتجريب والاختبار، يليه التعلم والتحسين والتطوير، يليه إن المنتج بيكون شكله ووظيفته أحسن من قبل كدة وأحسن من متوسط المنتجات المتاحة في السوق.
الي بحاول أقوله إن فكرة الترويج إن النجاح والاحترام والجاذبية هي نتيجة لإنك شخص مهيمن ومسيطر هي فكرة مش حقيقية من الأساس لأنها مستلهمة من عالم الحيوانات الي بينافسوا ويصارعوا بعض على تسلق التسلسل الهرمي عشان الأكل والجنس. بجانب دة فكرة إنك واثق من نفسك في كل حاجة بتعملها فكرة مش سليمة هتمنعك من إنك تطلع (إصدارات البيتا) بتاعتك، مش هتعمل حاجة جديدة مش هتعمل حاجة صعبة، هتفضل دايمًا في دايرة أمان عشان تكون واثق من نفسك ومن الي بتعلمه. عادي تكون مش واثق من نفسك في كل حاجة بتعملها بل على العكس لو لاقيت نفسك في كل حاجة يبقى أنت عايش حياة مملة ومش بتتغير ولا بتتعلم.
الكلام دة ممكن يكون مرتبط بالثقافة الأمريكية أو الغربية بشكل عام أكتر من عندنا، و لكن المحتوى الأمريكي موجود في وسائط متعددة جدًا (أفلام، مسلسلات، يوتيوبرز، كتب، مقالات، إلخ..) والأفكار دي بدأت تنتشر بشكل كبير جدًا في الجيل الأخير الأصغر سنًا (underage) الي لسة شخصيتهم بتتكون ومتأثرين بشكل كبير بالمحتوى الأمريكي، لذلك وجب التنبيه.
أسطورة الذكر المهيمن (Alpha Male)
تدوينات اخرى للكاتب
ازاي تقرأ كتاب؟ (2) - القراءة التحليلية النقدية -
في الجزء الأول قولنا إن أفضل طريقة لإبداء احترامك للكاتب هي إنك تقرأله بجدية وتفاعل، وأفضل طريقة لدة إنك تحول القراءة لعملية حوار ونقاش من خ...
Ahmed Rashed
ازاي تقرأ كتاب ؟ (1) - القراءة الأساسية والقراءة الفحصية -
*المقال ملخص لكتاب " How to read a book By Mortimer J. Adler " ، بجانب إضافات تجربتي الشخصية في تطبيق الكتاب *في المقال الي فات اتكلمت...
Ahmed Rashed
ازاي تقرأ كتاب؟ (3) - القراءة التخصصيةوالقراءة المقارنة -
أول خطوة في القراءة التحليلية كانت إنك تحدد نوع الكتاب، هل هو كتاب نظري أم عملي؟ علمي أم فلسفي؟ أدبي أم تاريخي؟ إلخ وبما إننا أكدنا على أهمي...
Ahmed Rashed
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين