مع حلول العام الجديد,يبدأ ضخ الغاز الصهيوني الى كل من مصر والأردن,ليدخل عنوة مع سبق الاصرار والترصد كل بيت رفض اهله كافة اشكال التطبيع مع كيان العدو,ضاربا (الشعب في البلدين)عرض الحائط بالاتفاقيات المذلة التي ابرمهما النظامان العميلان في كلا البلدين بحجة استرداد اراضيهما المغتصبة.

رجعت سيناء لكن النظام لم يستطع ادخال جنود او سلاح لحمايتها وفرض سيطرته عليها,بل سمح له بإدارة منتزهات يجوبها السياح الصهاينة تطير حفنة من الدولارات لا تسمن ولا تغني من جوع,ومع طوفان الربيع العربي انتقل آلاف الارهابيين مدججين بالسلاح الى سيناء,ليشكلوا حالة امنية استعصت على النظام القائم في مصر وكلفته اموال طائلة ربما تفوق التي تقاضاها من امريكا لأجل التطبيع مع العدو خلال الفترة الماضية,اضافة الى ازهاق آلاف الارواح من جنود مصر اضافة الى المدنيين العزل,وكأني بما يحدث لم يكن كافيا لتمزيق اتفاقيتي كامب ديفيد بل احراقهما فسارع النظام الى مد يد العون للعدو وتقديم مليارات الدولارات لإنعاش الكيان المغتصب لفلسطين.

في الاردن لم يختلف الحال,فالأراضي المحتلة لم ترجع الى السيادة الاردنية على الفور,بل تم تأجيرها بثمن بخس منذ توقيع الاتفاقية,عادت مؤخرا الى حضن الوطن واعتبر ذلك انجازا ضخما,أقيمت الاحتفالات,وتعالت الزغاريد والدعوات بالعمر المديد لجلالة الملك العتيد,صاحب العقل الرشيد,وقد طبقت خلال فترة التأجير النظم واللوائح الخاصة بكيان الاحتلال في حال حدوث اي طارئ,لم يعر النظام الحاكم اي انتباه لحالة الغضب التي تعم الشارع,الداعية الى رفض التطبيع والتعامل مع العدو الذي يدنس بيت المقدس,الذي يقع على مرمى حجر من القصر الملكي وبإمكانه رؤية القدس وما يرتكبه كيان العدو من جرائم بحق سكانها من نافذته بالعين المجردة.

لقد كان بإمكان النظامين الحصول على الغاز من الاشقاء الخليجيين او غيرهما,ولكنهما يمعنان في اذلال شعبيهما وإعلان تشبثهما بالاتفاقيات المبرمة وسعيهما الدءوب الى اجبار شعبيهما على التطبيع مع العدو بما فيها اقتناء المنتجات الصهيونية وذلك بعدم توفير البدائل,انها ولاشك خطط تختمر في عقول خسيسة ونذله,كل همها ارضاء اسيادها اصحاب النعمة,فلولا الغرب لما وصل هؤلاء الى سدة الحكم.على اية حال انها هدية العام الجديد للدفيء والطبخ اللذيذ.

على مدى العقود الماضية لم تنطلق رصاصة واحدة باتجاه كيان العدو,ومن فعل ذلك خلسة انزلت به اشد العقوبات,ليعتبر كل من يخالف تعاليم اصحاب الجلالة والفخامة والسمو,فالنظامين يعملان على تامين كيان العدو والسهر على راحته,وهو الذي يقوم بأبشع انواع القتل والتدمير لمساكن الفلسطينيين وتركهم في العراء. 

تبا لهكذا حكام يقهرون شعوبهم ويذلونها انها تعيش حد الكفاف,يبيعون الاراضي او يؤجرونها لأجل حفنة من المال,وإرضاء اسيادهم,ينفقون الاموال على شراء الاسلحة والجميع يعلم جيدا انها لن تستخدم ضد كيان العدو لاسترجاع الارض المغتصبة,بل لكي تدور تروس مصانع الاسلحة ومن ثم خفض نسبة البطالة لدى الغرب.

المؤكد ان الجماهير في الاردن ومصر لم يعد لديها ما تخسره,لقد بلغ السيل الزبى,           فستخرج على النظامين,وتلقي بهما على قارعة الطريق,وتلك هي نهاية كل جبار عنيد,يعامل شعبه كالعبيد,وقد وظف مقدرات الدولة لخدمة مصالحه الخاصة,للغرب مطيع,مجرد دمية او (ريموت) يتحكم به عن بعد.