عقرب الثواني على هشاشته وبساطته إلا إنه ساحق، يسحق كل شئ أمامه ويلقيه في عالم العدم كما كان أول مرة ...

هل يستطيع أحد في العالم كله أن يوقف عقرب الثواني؟

مستحيل .. لأن الزمن وليد دوران الارض حول نفسها وحول الشمس ...لكي توقف الزمن محتاج ان تفني الكون أولاً. 

هذا الكون الذي خلقه الله ودبر أمره وجعل له منهاجه وشرعه ودينه سينصر دينه رغم بشاعة الأحداث، وصعوبتها، وتأجهها كالنار إلا أنها تنير لك طريق التوحيد  المنبثق من نار الأحداث  وتأجج الصراع، فما يحدث وسيحدث مدرسة ربانية عظمىٰ يعلمك الله فيها سنن الكون الكونية والشرعية،

"يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"

فلن يبقى على الأرض أحدٌ معافى آمنًا إلا من سار على صراطه المستقيم الذي أمر
وطريقه المستقيم الذي هو مجموع السنن الكونية والشرعية، وأي خلل في نسق السنن الكونية والشرعية سيؤدي بك إلى الفناء والهلاك. 
هناك من الناس من يحملون داخلهم أسباب الفناء
وهناك من يحملون داخلهم أسباب البقاء
أسباب الفناء = الدوارن عكس السنن الكونية والشرعية
أسباب البقاء = الدوران وفق السنن الكونية والشرعية.

إذا أنت في حاجة ماسة إلي خوض الاختبار بشرف، والالتزام بالقوانين الإلهية، أنت بحاجة أن تكون عبدًا لله بحق لكي تبقى آمنا مع أهل البقاء، فأهل الحق هم أهل البقاء لأنهم أهل الله حتى وإن ضيق عليهم في لحظة من نهر الزمان فإن الله وعدهم النصر مع الصبر، والفتح مع الشدة، ولايغرنك علو الباطل وانتفاش الظلم في الأرض، أو برهجة الأعداء وتقلبهم في البلاد، فالله الذي خلق كل هذا سينصر دينه في النهاية ويجعل التمكين على أيدي صفوة الصفوة، والحقائق النوارنية، التي ارتضى لهم حمل هَم الدين، فقبضوا على دينهم بأيدي غير مرتشعة، هؤلاء هم الذين ارتضى لهم الله مرافقته في جنات النعيم، حيث الخلود في النعيم المقيم مع الرفيق الأعلى والتطلع إلىٰ وجهه الكريم ومصاحبة الأنبياء ، والصديقين والشهداء والصالحين والأحباب الذين أحبوهم في الحياة الدينا، فأنت أحوج إلى الإلتزام بدين الله، وإقامة شريعته على نفسك ليس لأي شيء سوىٰ لنجاة نفسك النار، و لتبسط سلطان الله في أرضه، ذلك بأن الله كتب ليغلبن هو ورسله إنه عزيز حكيم... و الله متم أمره.. غالب لا يُغلب، قاهرٌ لا يقهر، قويٌ لا يهزم، فكن في معركتك في الجانب الذي اصطف فيه الله وملائكته وأنبياءه تكن معركتك عهدها يسير، وعلى أعداء الله عسير... والله ولي التدبير..