في حياة كلّ منا قصص وغصص، لو دونت لأبكت، ما نقلها راوٍ، ولا خلدها كاتب دفنت في الصدور، وما ينبغي أن تخرج  في سطور، وقد نموت بدفائن صدورنا، وما يطلع عليها أحد، ويعلمها الواحد الأحد..
في حياة كلّ منا ظمأٌ لو وزِّعَ على أهل الأرض لوَسِعَهم، فينا حكايات بدون خاتمة، وأحلامٌ بلاعُكّاز، وخرائط بلا جهات، ورثاء بلا جنائز..وحزنٌ يفتكُ بحياةِ القلب ويلوّثُ جدرانَه، هذه حياة كل واحدٍ منا، ما من أحدٍ إلا جاءته قصة غيرت مساره، وجعلته غير الذي كان، فما نحن إلا الدمعات التي تحدّرت، فواريناها بالضحكات و تظاهرنا بالبهجة وتدثّرنا بالسّلوان، نحن العين التي تخفض، والقلب الذي يخفق، والاستسلام لكل الحروب، نحن بكلِّ عزائمنا وهزائمنا، وانكساراتنا، وانتصاراتنا،  فالحياة خلقت على كدر، وليس الكمال في الدنيا، الدنيا كمطلع قصيدة لم تكتمل، جسرًا للآخرة،
والمرور ليس سهلًا، فعول عليك، على كربك الذي زادك شجاعة، وعلى حزنك الذي آلفته،
في الدنيا ستتقرح وتتجرح كلّ عزماتِك ، ستنزف الخذلان والفقد كثيرًا جدًا! لكن أرجوك لا تفقد ربّك،
خذ عهدًا ألا تقف دون الجنّة، ألا تنخر هذه المصائب في إيمانك، ألا ينهش الألم من يقينك، أن تظلّ في دعاءٍ لآخر رمق، كن ثابتًا
وأعلم أن الله حينما أراد لك أن يحدث تغير في مسار الخارطة ليس إلا ليعلمك أن الجميع سيغادرك حتى روحك التي بين جانبيك، فتعلق بالله لأن الدوام له... هو الذي يعلم همك وما أهمك، وما مررت به، وما سيكون مآلك... وحالك.. فالحمد لله، أن الله رحيم، عالمٌ بضعفنا، خبيرٌ مطلعٌ على حالنا..