أهلين..

في تدوينة اليوم سأحدثكم عن جانب "آخر" في إبداع بطلة قصتنا، جانب مختلف عن قصتها الرائجة.. صحصحوا يا جماعة :)

* * *

قبل الحديث عن مبدعة اليوم، سأحكي لكم قصة تتكرر معي كثيراً، يتصل بي أحدهم ليسأل:

مروان.. كيفك؟ ما زلت في "سبق"؟

.. ثم يبدأ في الحديث عن طلبه، وهو نشر خبر أو تقرير عن مشروعه في الصحيفة بهدف الترويج له، وهنا أواجه مشكلتين:

الأولى: أنه من حقه فعلاً أن يروّج لمشروعه طالما كان مفيداً ويخدم المجتمع - وإن كان ربحياً - "ليش لا؟".

الثانية: أن الأمانة الصحافية تقتضي أحد أمرين:

> إما أن أقول للقارئ بوضوح "هذا إعلان مدفوع"، وتكون صياغته صياغة إعلان ومحل نشره محل نشر الإعلانات.

> أو.. أعتذر عن عدم إمكانية تناول القصة صحافياً.

هل من حل وسط؟

نعم.. الحل هو (التحايل) بما يفيد صاحب المشروع والمجتمع والصحافي والصحيفة!

أي نعم.. ( 4 × 1 ).. وهذا لا يكون إلا بـ "صناعة قصة صحافية" يكون الترويج للمشروع عبرها "ضمنياً" لا "مباشراً".

فمثلاً:

ليست من المهنية الصحافية أبداً والبتّة و Never!

أن ينشر صحافي "تقريراً" بالعنوان:

الخبير عمرو بن زيد يقدم دورة تدريبية في الربح من شبكات التواصل

لكن بإمكانه نشر "تقرير" عنوانه:

شبكات التواصل تفتح باب رزق لكثير من العاطلين

وفي ثنايا التقرير يمكن أخذ مداخلة من عمرو بن زيد ليحدثنا عن أهمية تطوير مهارات التعامل مع شبكات التواصل ومعرفة أساليب الربح منها.

في الحقيقة "الخبر نفس الخبر.. ما طرا علمِ(ن) جديد"، لكنّ هناك بوناً شاااااااااااااسعاً في الصياغة وتضمين الترويج لصاحبنا بدلاً من الترويج المباشر "الفج".. لاحظتم الفرق؟

* * *

نجي لصاحبتنا..

مبدعة اليوم

Image title

مريم السبيعي..

اسم لم يكن معروفاً قبل أقل من أسبوع، ثم.. وما بين عشية وضحاها.. "هوب!".. أصبح اسمها من أشهر الأسماء في الصحافة السعودية المقروءة والمرئية، ابتداءً من وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى كبريات الصحف الإلكترونية والورقية، ثم القنوات الإخبارية وغيرها.

أبدعت مريم ليس فقط في جانب الصيانة الذي اشتٌهرت به؛ بل في الترويج لنفسها ولعملها بطريقة مختلفة عن الطريقة المعتادة، في مثل حالتها يكون من المتوقع أن تركّز على كونها سيدة تنافس الرجال في مهنة (يُفترض) أنها خاصة بهم، وفي حالة كهذه يُتوقَّع أن يأتي عنوان الخبر الذي يتناول قصتها هكذا..

سعودية تنافس الرجال في مهنة صيانة الجوال

لكن ما حدث خلاف ذلك، فقد كان العنوان:

سعودية تنجح في صيانة 48 ألف جوال

Image title

وشتان شتان بين العنوانين، اختارت مريم ذكر "أحد التفاصيل المختلفة" في قصتها، وأصبح الرقم 48000 المذكور في العنوان  "إكسير ترويج" لها، وأثار تساؤلات معلَّقة تشغل بال القارئ: "كيف قامت بصيانة هذا العدد؟ ومنذ متى؟ و.. لوحدها؟ ... إلخ"، ولا أروع من القصة التسويقية التي تجبرك على "إكمال الجملة".

وإذا كنت مهتماً بالإجابة، فقد ذكرت مريم لقناة "الإخبارية" أنها أجرت عقود صيانة مع عدد من المدارس، ومعها 4 موظفات، ولا عليك من دقة العدد، فقد يكون الرقم أعلى، المهم أن تتأمّل كيف الصنع الرقم قصتها التي انتشرت بشكل Viral.

* * *

بصياغة القصة بطريقة مختلفة وبالانطلاق من التفاصيل وبإشعال فضول الناس.. تصبح القصة "أكثر قابلية للتداول" وأكثر نجاحاً في الانتشار.

وإذن.. فاتركوا كل طريقة تقليدية في الترويج لأنفسكم ومشاريعكم.

تحايلوا.. يرحمنا ويرحمكم الله.

* * *

يقول أحد الخبراء في التوظيف:

غالباً ما تبدأ المقابلة الوظيفية بسؤال تقليدي: هلا عرّفتنا بنفسك؟

ويقترح عليك أن تجيب بطريقة مختلفة، فتقول مثلاً:

" لو أن هوليوود أنتجت فيلماً عني فإن اسمه سيكون ....."

ماذا عنك؟ ماذا سيكون اسم فيلمك؟

أجب متحايلاً!

____________________

هذه التدوينة هي الثالثة في سلسلة 30 تدوينة × 30 يوم طيلة شهر نوفمبر، ضمن " #تحدي_الكتابة " لهذا العام 2015.

- التدوينة الأولى: كيف شكل صوت الطائرة؟

- التدوينة الثانية: قف و.. توقف

،،،

غداً تدوينة جديدة، بمشيئة الله

مروان المريسي