رحيم الخالدي
يشهد العالم تحركاً سريعاً نحو التظاهر، ولم تكُن تلك حِكراً على المِنطقة العربية وتحديداً في العراق ولبنان، بل طالت الدول الأوربية كفرنسا، وكذلك أمريكا الجنوبية وغيرها وبحسب رأي مراقبين فإن أمريكا وراء تلك التظاهرات، التي أخذت مَنحى آخر في العراق، حيث إتجهت صوب العبثية والتخريب والحرق لترسوا عند القتل !
في فترة السيد العبادي خرجت تظاهرات كثيرة مُؤيَدةْ من قبل المرجعية، وفي حينها وجهت المرجعية للسيد رئيس الوزراء، بأن يضرب بيد من حديد لكل الفاسدين، ولا تستثني أحد. وطالبت بنفس المطالب التي خرجت بها تظاهرات الوقت الحالي، لكن تظاهرات اليوم ليست كالأمس، حيث إنحرفت نحو التحرش لبدأ الصدام مع القوات الأمنية، لجرها لحرب الشوارع، وكل هذا يحسب للدول المجاورة، وغيرها ممن يريد حرف المسار للعملية السياسية .
إختلفت هذه التظاهرة عن سابقتها، وكأن هنالك محركا خارجيا، وهذا ما ثَبُتَ بعد فترة، لكنها في البداية ليست كنهايتها، حيث بدأت قوتها في بداية الشهر العاشر، وشيئاً فشيئاً لاحت في الأفق أحداث العنف، وتم زج فئة الشباب المندفع، ليكون بالمقدمة والتحرش بعنف أيضاً، تجاه قوات مكافحة الشغب، حيث ذهب شباب بعمر الورد ضحية تلك الإحتكاكات صرعى، لتبدأ المرحلة الثانية .
أعطت الحكومة بعد التنديد بإستعمال العنف أمراً بعدم إستعمال السلاح الناري، وهذه أيضاً لم تجدي نفعا، حيث إزدادت حدة التظاهر لكن القتل لم يتوقف! وإطلاق النار مجهول، وهذا جعل المراقب في حيرة من الأمر، فمن هي الجهة المستفيدة من القتل، لتمتد الجموع المتظاهرة من التحرير الى ساحة الخلاني قرب جسر السنك، والذي يؤدي الى جانب الكرخ، وتقع بالقرب منه السفارة الإيرانية، والاذاعة والتلفزيون الرسمي، كذلك محافظة بغداد .
مرحلة الحرق بدأت تتصاعد أولا بحرق الإطارات، لتتطور وتمتد أيضاً الى ساحة الوثبة، وكل ذلك في جانب الرصافة، دون شيء يذكر من جانب الكرخ! الا النزر اليسير الذي يكاد لا يذكر، مقارنة بما يحدث في جانب الرصافة، لتتحول للمرحلة الثالثة، وهي حرق المحلات الأهلية وخاصة أصحاب العدد، وباقي المحلات المجاورة في شارع الرشيد .
كثير من المراقبين المتواجدين ذكروا، أن الغلبة في التواجد هم من التيار الصدري! التابعين لزعيم التيار مقتدى الصدر، ويتساءلون كيف يكون هو صاحب الجزء الأكبر من التشكيلة الوزارية والمناصب مناصفة مع الفتح؟ وبنفس الوقت يخرج للتظاهر، مالم تكن هنالك إتفاقات غير معلنة، وهذا يبعث للغرابة أكثر من التظاهرات نفسها! وليس من المعقول أن هنالك متظاهرين مستقلين أو أحزاب أخرى .
لا ندافع عن الحكومة طوال السنوات المنصرمة، من حيث الإهمال والفساد الذي طال كل المؤسسات، وصل للتعليم! والذي كان من المفترض أن هذا المفصل خارج اللعبة، لانه أساس قوام الدولة وقوتها وبالتعليم ترتقي الامم .
ظهرت في الفترة الأخيرة بعد تصنيف بعض المتواجدين في ساحة التظاهرات، كمجاميع ليس لها صلة بالمتظاهرين، وهم عبارة عن عصابات منظمة.. عملها يقتصر بالسرقة والإبتزاز، وهناك كلام في الشارع من قبل أصحاب المحال التجارية، أنهم وصلتهم تهديدات في حال لم يدفع كذا مبلغ، سيتم حرق المحل مع غياب الأمن جراء طلب المنظمات الدولية، بإفراغ اماكن التظاهر من السلاح.. فأي رادع سيوقفهم ؟!.