ثمة مغاليق في النفس مفتاحها الذكر، ومن أراد أن يخشع قلبه، ويُعبّد دربه، ويمهد طريق الوصول، ويدرك مقام الإيمان في نفسه، وإلي حالٍ حاله وترحاله، وفي أي مكان مقامه، فليعرض
نفسه على الآيات التي وصفت المؤمنين،
وهناك أكثر من ١٨٩ آية ذُكر فيها صفاتهم، فمن تشبه بقوم فهو منهم، ومن أراد القرب سار مثلهم على الدرب، وشد على قلبه بصفات يحبها ربه...
وفي القرآن ٨٩ نادى فيها الله على عباده، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"
يتبعها أمرٌ أو نهي من صاحب الأمر، إعرض قلبك على تلك الآيات، لا تدعها تمر مرور الكرام، فعقب كل تكليف تشريف،
ف "يا أيها الذين آمنوا"، ليس نداءاً عادي إنما هو نداء سمردي، خالد يخصك ويخص أهل الجنة..! فيه النجاة والتمكين والهداية،
فكلما قرأت النداء، أدركت الدواء، وقلت لربك لبيك
كان الأثرُ واضحًا والأفعالُ ناضحة، وفحات السرائر على الظواهر، وأشرقت الدواخل، الله العظيم ينادي عليك، فتمسّك بآيِ القرآن تبني نفسك، كل آية هناك تروي بعض حكايتك، كل شخصيةٍ تلامس شيئًا من سريرتك، كل حدثٍ وفكرة يشق دربك، الأذان يناديك والأذكار تُربّيك، والصلوات تهديك،
ومن خشع لنداء الرب، وهذب القلب، وأدرك خشيته بالغيب،
لان القلب، واستكان، وهان عليه ماكان، وقوى في هذه الدنيا وما خان، ورفعه الله إلىٰ العلا، حتى صار مع القوم الأولىٰ، هذا في بضعٍ وثمانين آية
إذا أصغى إليها القلب بحق، ولله تحرّق، وإليه تشوّق، فكيف بكتابه كله، وكيف بالتلذذ بمناجته؟
ألم يأن أن يخشع قلبك، وتحطط من وزرك، وترضي ربك،
الله يراك فعلى أي حالٍ رؤياك؟!