النفس تواقفة للوصول، تكره الأُفول، تتطلع إلي العلو، تترقى عن السفاسف، تسعى للتغيير
قوانين التغيير
أنت مع الله، وأنت مع نفسك وأنت مع الناس
"أنت مع الله" وهذا القانون يخدم حركة التغيير المجتمعية ككل
"أنت مع الله" : يعني أن يكون التغيير الدائم، للأفضل فلا يراك حيث نهاك
يعني التمسك ب‏وصايا السلف الصالح :
"أصلح ما بينك وبين الله، يصلح الله مابينك وبين الناس.
أصلح سريرتك، يصلح الله علانيتك.
اهتم بأمر آخرتك، يكفيك الله أمر دنياك وآخرتك."
إذًا أداة التغيير المجتمعي ككل تحدث في نفس التوقيت الذي يبدأ كل فرد يصلح نفسه، فينصلح حال العباد في المعاملات، ويقام الشرع على الأرض
صلاحك مع الله يجعلك فقيرًا بين يديه غنيًا عن الخلق...
" أنت مع نفسك"
معرفتك لنفسك وجوانب ضعفك، ومواطن قوتك تجعلك تسد الثغر، وتأخذ كل ما أمرك الله به بقوة...
وبداية اصلاح نفسك زرع التقوى في قلبك
وسماع كل ما آمرك الله به، والتسليم له
"أنت مع الناس"
عليك أن تعلم أن الناس كلهم، باختلاف ألوانهم، وألسنتهم، وقوالبهم، وجنسهم، ماهي إلا (قلوب)
وإذا تغير القلب وانصلح حاله، تحولت أرضه الجدباء إلي مروج خضراء...
منهم من سيؤذيك قوله؛تذكر قلب النبي قبل إذ خاطبه رب العزة

"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون"
في القرآن ستجد قصة تغير فيك وأحداثًا تلامس قلبك، تضعها على قلبك فيجبر، وكسرك فيبرأ، وعلى كل أمرك فيحيا
وفي نفس الوقت ستجد أرواحًا تشبهك تسعى للتغيير
وتسعى للتطوير، الدعوة لهم شعار والتقوى دثار،
"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا"
قومًا كلما تسلط عليهم نار الظلم كلما إزدادت معادنهم قوة وصلابة و "قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ"
المهم أن للقوانين الثلاثة تسير معًا في نفس اللحظة وفي نفس الاتجاه، الأمر الذي يجعل من التغيير أداة فعالة
ولنذكر مثال بسيط على التغيير وهو مثال النملة
"قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"
نملة عبدت ربها، وأدركت دورها، وعلمت أن التغيير لابد فأخذت بالأسباب وتوكلت على رب الأسباب، فماذا فعلت لم تكلم سليمان، ولكنها لجأت لبني جنسها، ووقفت تحادثهم وتنقذهم،
فما كان الناتج؟
أن سليمان ﷺ ضحك، وحمد ربه وكما أورد الزمخشري أن سليمان سمع قولها على بعد ثلاثة أميال!
"الخلاصة"
في مفهوم التغيير :
لا يوجد شيء في الحياة الدنيا مرتبط بوقت معين ، كل شيء في هذه الحياة ليس له وقت محدد = سوى ذلك الوقت الذي تقول لك إرادتك فيه: "الآن حان الوقت !"،
ليس هناك وقت محدد هو الأنسب للتوبة والعودة إلى الله.
ليس هناك وقت محدد  للتطور والتغيير.
ليس هناك وقت محدد  لمعالجة أخطائك...
الفكرة كلها تكمن في العزم فإذا عزمت فتوكل على الله.. كثيرون دفنت أحلامهم في القبور معهم، ولكن في الحياة تلك الله اختارك خليفة، وحمّلك الأمانة فقدر قيمة النفخة فيك...
هكذا هي الحياة ، وهكذا يجب أن تعامل كل هدف صغير فيها ،
يقود لهدف كبير، وكل جبل كبير في أصله ذرات ترابٍ صغيرة
وكل نشرٍ للدين، كان أصله غار حراء،
وإن حياتنا عبارة عن دقائق مجتمعة في ميدان العمر، وأعمالنا محفوظة في ديوان الصحف، وأنفسنا معدودة في ميدان الجسد، فما عليك سوى أن تكون دقيقًا في اختياراتك لأن حياتك ماهي إلامجموع اختياراتك، وأهدافك عليك أن تحرص عليها وتعتني بها وتجعلها نصب عينيك، وإلا فإن ما بنيته وتبنيه سيسقط في برهة واحدة إن أهملت أوتكاسلت، وما تسابق لأجله ستخسره في لحظة واحدة!.
أهدافك الإيمانية ، أهدافك العلمية ، أهدافك الدعوية، أهدافك التطويرية ، أهدافك الاجتماعية، كلما كان أساسها التقوى، كلما شمُخت وعلت، وإذا شابها الخور والضعف انهارت
" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ"
كذلك الصدق في التغيير كتلك النملة، صرختك عندها سيكون لها دويًا يدهشك، وقوة مستمدة من القوي العزيز، وكل هدف صغير سيأتيك بالفتح الكبير...حتى وإن لم تراه سيبلغك الأجر من الله، فقط سابق أنفاسك المعدودة وتذكر قانون النملة في التغيير، وإلي الله اللجوء والمصير...