لِيبِيا فِي زَمَنِ تُصْبِح دَوْلَة مُسْتَقِلَّةٌ مِنْ جَدِيدٍ ! ...
أحكام وطعون في استقلال ليبيا غير مُقنعة وتُثير العديد من التّساؤلات. ومكان العرض الاستعماري السابق لنظام موسوليني الفاشي ونظام القذافي الجماهيري الدكتاتوري السابق في ليبيا، في موطن يبلغ حجمه ثلاثة أقاليم سيرينايكا (ولاية برقة) وتريبوليتانيا (ولاية طرابلس) وولاية فزان، استقلال ليبيا في مجمل المساحة بحوالي ثلاثة أضعاف حجم مساحة ولاية تكساس التي تعتبر اكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تُجانِب الأنظمة السياسية الليبية في الماضي ولا في الحاضر بالمحافظة على استقلال الدولة الليبية الدستورية التي صدرت من مقر الأمم المتحدة في جهد ناجح كبير لإنشاء دولة فيدرالية مستقلة تكون بعد ذلك موضع ومثارة للسخرية والانتقاد الدائم في تاريخ ليبيا..
خاصة الشق الذي ينتقد نظام المملكة الليبية بتأجير أراضي ليبية للمستعمر البريطاني والأمريكي كنوع من رد الجميل له بإقامة قواعد عسكرية نضير الأموال التي كان يستخدمها النظام الملكي الليبي كمورد هام في تسير الميزانية الليبية العامة قبل استكشاف النفط والغاز.
قذف بشهادات تزيف على حاضر الأجيال الليبية دون الرجوع إلى مسؤولية المملكة الليبية لإقامة قواعد عسكرية في غرب البلاد والتي اعتبرت اكبر قاعدة لأمريكا خارج أراضيها، قاعدة الملاحة التي تم بناءها في طرابلس من قبل القوات الجوية الايطالية، ثم استخدم المطار والقاعدة من طرف القوات الجوية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية في معركة شمال أفريقيا.
استخدمتها القوات الجوية الأمريكية والتي تم تسميتها باسم قاعدة ويلس العسكرية بعد استقلال ليبيا والتي كانت ليبيا فيها دولة فقيرة تعتمد على المساعدات الخارجية وضلت القاعدة مستخدمة من الولايات المتحدة الأمريكية وتحتوي على سكن ومنشات لتواجد أكثر من 4600 أمريكي، ثم تغير اسم القاعدة إلى قاعدة عقبة بن نافع الجوية ثم غالى قاعدة معيتيقة الجوية نسبتا إلى طفلة ليبية كانت تقطن بجوار القاعدة والتي ماتت اثر سقوط طائرة أمريكيا فوق منزلها.
وفي السادس من ابريل لعام 1986 تعرضت القاعدة على قصف أمريكي بطائرات حربية أمريكيا في أثناء الغارة الأمريكية والتي استهدفت مواقع في مدينتين طرابلس وبنغازي والتي أطلق عليها اسم عملية الدور أدو كنيون، ثم بداء المطار العسكري يستخدم كمطار مدني باسم مطار معيتقة الدولي للرحلات الداخلية وبعض الخارجية الدولية وعان المطار حصارا جويا فرضيته الأمم المتحدة على ليبيا خلال فترة التسعينات وبعد ثورة السابع عشر من فبراير 2011 وبالإطاحة على النظام الجماهيرية الليبية.
وبعد تحرير طرابلس خضعت القاعدة لسيطرة الميلشيات المسلحة الليبية ومنطلقا للعمليات العسكرية وتعرض إلى هجمات وصراعات مسلحة بسبب الصراع والحرب الأهلية الليبية القائمة اليوم بين الشرق البلاد وغربها عند حدود العاصمة الليبية طرابلس.
فإذا كانت نبت الساسة الليبية، نية القتل والمحاربة والاحتراب غير موجودة، فلماذا الاستعانة بالقوات العسكرية التركية في حرب الضروس بين أبناء الشعب الليبي، ولماذا كان رجب أردوغان يعمل على الاستعانة بليبيين من أصول تركية لتنفيذ مخططاته العثمانية على الأراضي الليبية.
نحن نعلم أن لليبيا امازيغ وطوارق وعرب عاربة ومستعربة ونبو وأتراك وإغريق وقبائل ليبية متعددة تشكل النسيج الوطني المتكامل لا احد له الفضل على الأخر ولكن هم جميعا ليبيون من أصول متعددة ومتفرعة لا يستطيع احد تقطيع النسيج واللحمة الوطنية الليبية.
ومن ناحية أخرى، إذا لم تنجح الأمور كما هو مخطط لها من بعثة الأمم المتحدة من استعادة استقلال الدولة الليبية الدستورية، فربما يكون مجرد ادعاء من السيد غسان سلامة في خطة لها ثلاث مراحل تخرج بها ليبيا من أزماتها السياسية وفي مؤتمر جامع يجمع فيها كل الأطياف الليبية المتصارعة على السلطة السيادية في ليبيا.
وفي كل الحال من كل شيء أخر، النوايا الحسنة ليس كافية، وهم اليوم يعترفون إن ليبيا سقطت في الفساد والدمار والصراعات السياسية التي ليس لها مبرر إلا الحرب بالوكالة لتثبت من تريد القوى الخارجية تثبته داخل الكيان الليبي بعد سقوط معمر القذافي من الحكم في ليبيا.
بقلم / رمزي حليم مفراكس