زيارة خاطفة قام بها اردوغان,الاب الروحي لتنظيم الاخوان المسلمين الى تونس اصطحب معه وزير دفاعه ومدير مخابراته في محاولة لجر الحكومة التونسية التي لم تتشكل بعد,لتكون منصة التدخل الخارجي في الشأن الليبي,الدلائل تشير الى ان تونس الرسمية قد قبلت بان تكون حصان طروادة,كيف لا وحركة النهضة الاخوانية تسيطر على البرلمان وتترأس حكومة ائتلاف تكون لها الكلمة الفصل في القرارات المصيرية,اما عن الرئيس قيس سعيّد فأخاله قد وقع من حيث يدري او لا يدري في براثن النهضة التي دعت مناصريها للتصويت له ففاز,انه ولاشك نوع من رد الجميل,والحديث عن عدم قبولها في الدخول في المحاور ما هو إلا ذر للرماد في العيون ,ونعول كثيرا على الشعب التونسي الشقيق وقواه الحية للوقوف في وجه الاطماع العثمانية.
لقد وظفت تونس في العام 2011 كل امكانياتها في سبيل اسقاط النظام القائم في ليبيا,استقبلت موانئها القريبة من ليبيا بواخر محملة بمختلف انواع الاسلحة والذخائر الممولة قطريا وتركيّا وفتحت الحدود البرية مع ليبيا على مصراعيها,لتدفق العتاد والمرتزقة الى (الثوار)بالجبل الغربي ليمهد لهم الناتو بطيوره الابابيل الطريق الى العاصمة.عجبي بعض ثوار الامس ينددون اليوم بالتدخل التركي ويعتبرونه احتلالا!فهل كانت مساعداته العسكرية لهم بالأمس بردا وسلاما على الليبيين؟ام ان هؤلاء كانت بهم غشاوة فجعلتهم لا يبصرون؟.ربما استفاقة من جانب هؤلاء لكنها لن ترفع عنهم مسؤوليتهم في قتل وتشريد آلاف الليبيين وتدمير مقدرات الدولة وإيصالها الى هذه الحالة المزرية بحيث اصبحت ليبيا ساحة مفتوحة للصراعات الاقليمية والدولية(مكسر عصى) يدخلها كل من هب ودب وينهب خيراتها.
تدرك حركة النهضة الاخوانية ان زوال اخوان ليبيا سيسرع بزوالها,لذلك فان تونس بزعامة النهضة ومن يدور في فلكها ما انفكت تستقبل العناصر الارهابية(الليبية المقاتلة) والمتشددين الاسلاميين,كما تستقبل جرحاهم للعلاج بمختلف المشافي وتقبض الاموال الطائلة من خزينة الشعب الليبي الذي اصبح على حافة الافلاس.
حقد تركيا الدفين على القوميين العرب الذين اكتووا بنيرانها ابان سيطرتها بالقوة على معظم البلاد العربية ومن ثم نهب خيراتها وسعيهم الى الكفاح المسلح لأجل التحرير من براثن العثمانيين,جعلها تفتح حدودها على مصراعيها مع سوريا لمرور الاسلحة بمختلف انواعها وعشرات الالاف من المرتزقة العرب والأجانب,فعمّ الخراب والدمار كافة الارجاء,نتج عنه تهجير الملايين من الشعب السوري الى مختلف دور الجوار وما صاحب ذلك من مآسي تقشعر لها الابدان.لكن سوريا بفضل شجاعة ابنائها ومساندة الاشقاء والأصدقاء استطاعت ان تحرر اراضيها شبرا شبرا ولم يبقى إلا القليل المحاذي للشريط الحدودي مع تركيا.
تحاول تركيا ان تبني مجدها الغابر على حساب مستعمراتها السابقة,لكنها لن تفلح,عدم قبول انضمامها الى الاتحاد الاوروبي,ولعنات مجازرها ضد الارمن وكذا اقتصاده المتهاوي وانشقاق العديد من اركان حزبه,وتكوين احزاب سياسية معارضة له,ستفقده شارعه في الانتخابات القادمة,جعل اردوغان يعيش حياة هستيرية ما جعله يبحث عن عمل اي شيء وان كان مخالفا للنظم والشرائع الدولية,الغريق يتشبث بقشة وجدها عند حكام طرابلس الغرب الذين يجرفهم طوفان كرامة الشعب الليبي ويطفئ بركان غضبهم وحقدهم على الشعب الذي ينتظر الخلاص على ايادي ابنائه المنضوين بالقوات المسلحة,وما ذلك ببعيد.
نقول للسيد اردوغان:لقد فات الاوان لإنقاذ اخوانك المحتمين بأسوار السراي الحمراء بطرابلس, عليك ان تجهز لهم القوارب لإجلائهم الى الاستانة,انهم رعاياك فلا تخذلهم انهم يغرقون.