د. علي بانافع
حذار من التسطيح والتقنيط!! إعداد موضوع أو كتابة مقال مؤثر عن أيام الاختبارات ﻻ يتم بطريقة: أيش شراح نطبخ اليوم؟! أو شمسوين على الغدا اليوم؟! الموضوع في تصوري يجب أن تسبقه قراءة فاحصة للمجتمع كله وأبرز ما يواجهه من مشاكل ومآس ومخالفات شرعية وقانونية، ليتم استعراض أحدها في المقال، كما أن المقال ليس غايته إدخال ابنائنا الطلاب كلهم في النار، بضمنهم المصلين وإشعارهم بالذنب والتقصير والتفريط المتواصل بجنب الله، ﻷن ذلك تيئيس من روح الله وتقنيط من رحمته = افراط!! أو سوقهم كلهم إلى الجنة يستوي في ذلك العاصي والطائع، وعلى طريقة: هل تريد تدخل الجنة؟! يا ابني هذه أبسط منها مافي!! اقرأ أذكار الصباح والمساء وستحقق حلمك في الفردوس الأعلى!! ﻷن ذلك تسطيح لمراد الله في خلقه وأرضه = تفريط!!
بمفهومي الخاص كما أن هناك تربية أسرية يقابلها تربية مدرسية، فهناك تربية مجتمعية يتولاها المدرسة والمسجد من خلال الممارسات والدروس والخطب، فعلى سبيل المثال لم أسمع منذ سنين خطبة موجهة إلى طلبة المدارس إلى معلميها برغم كل ما نسمعه ونشاهده من ضرب معلمين ومعلمات والاعتداء عليهم من جهة، وضرب طلاب وتلاميذ وإهانتهم من جهة أخرى، ناهيك عن التسرب المدرسي، الغش الورقي والإلكتروني في الامتحانات، الرسوب الفردي والجماعي، التحرش بالبنات، الوشم، القصات والملابس الغريبة، التخنث أو الاسترجال، فحش الكلام، المخدرات … الخ.
من خلال مبادرة خير أمة جاء دور ثانوية ابن حزم بينبع الصناعية، برعاية القائد التربوي الأستاذ الخلوق: طاهر بن عطيه الغامدي وفريقه المميز، في تعزيز هذه المبادرة بمبادرة جديدة بعنوان: (أيام الحصاد) التي تبين مخاطر الممارسات السلبية خلال أيام الاختبارات على الطالب والمجتمع، كالسهر واستخدام المنبهات والمخدرات والتفحيط والتحرش والعبث بالممتلكات العامة.
الخلاصة: احزن أشد الحزن حين المس القنوات الفضائية ووسائل والتواصل الاجتماعي تتطرق إلى مشاكل الناس وهموم المجتمع فيما المدرسة والمسجد ذاهلين عنهما كليا، وأنوه هنا وبحكم عملي كمعلم وأقول بملء فمي، على المدرسة والمسجد أن يكونا أفضل واكفأ واسرع في تغطية الأحداث من القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبثها من خلال الحصص الدراسية يومياً ومن على المنابر أسبوعيا لماذا؟! ﻷن مراسليهما هم عشرات بل مئات الطلاب والمصلين حسبة لله، من الكبار والصغار، فيما القنوات الفضائية لا مراسلين لها سوى بعدد رؤوس الأصابع وبمقابل مادي، ومتى ما تحولت الحصة ومعلمها والخطبة وخطيبها إلى راصد وناقد ومصلح لكل ما يدور من حوله في المجتمعين الأصغر والأكبر، حينئذ فقط سيعود للمدرسة والمسجد إلى سابق عهدهما في التأثير والإصلاح والتغيير ..