رأسي الهلال التركي ونصل السيف السعودي ما بين خلاف الماضي واختلاف الحاضر عقود من الفتور على كذا صعيد وعقد ونيف من الفتور اللحظي والانفراج، ماضي لا نرجو إعادته على الأقل من قِبل السعوديين ومستقبل بوادره مطمئنة ولكن بحذر وأيضاً على الأقل من قِبل السعوديين.

لا يمكن أن يُحيَّد التاريخ كصورة ذهنية ستظل عالقة في عقولنا لأن الذكريات جزء أصيل من مخزون العقل الباطني عند الانسان كفرد وأمة لكن يُمكن تجاوز ذلك لمستقبل يطوي الماضي بالعمل الجاد والمتبادل على قدم المساواة تحت باب "حدودنا هنا وحدودكم هناك وهذه الحدود تنصهر فيها قوتنا لأجل الأمة الإسلامية متى ما تطلب الأمر ذلك" وبهذا تضمن القوتين الإسلاميتين إدارة فيها من الديناميكية ما يجعل لديها القدرة على التصدي لأي مشروع يحاول زيادة التمزق والتشرذم بين المسلمين مما ينعكس إيجاباً مع مرور الوقت على التئام جروح غائرة في صدر الأمة الإسلامية.


لعلي أرسم صورة متخيلة لهذا التحالف المُشرق لكن متى ما كانت النوايا حسنة فسيحدث ذلك وإن كُنا نعيش في خِضم مشاكل جمة متعددة الجبهات من إيران من جهة ومن الروس والغرب من جهات أخرى.


نحن كسعوديين نعلم ماذا نريد خاصة في العهد السلماني وعليه أطلعنا الجميع عليه لكن على التُرك أن يعرفوا أولاً ماذا يريدون خصوصاً على مستوى قادته بعد أن حسم حزب العدالة والتنمية ممثلاً بالشعب انتخاباته بانتصار كبير دفعت أردوغان للقمة بشكل أكبر مما سبق.

السعودية حسمت أمرها فعلياً في كل الملفات عبر التصدي لكل ما له علاقة بالأمة الإسلامية وبكل وضوح وأردوغان اليوم بعد هذا النصر المؤزر عليه حسم أمر تركيا فعلياً وبكل وضوح.


صحيح أن هناك تفاهمات وتنسيق متبادل على مدار الأشهر الماضية أدى لتعاون مثمر خصوصاً على الجبهة السورية ومن قبله ملف اليمن لكن هناك ملفات أعمق في ما يخص إيران ومشروعها الثوري الطائفي تجاه المنطقة والمسلمين خلاف مشاريع أمريكا والغرب من خلفها والمشروع الروسي من بعدهم.

السياسة فن ودهاء إن حققت نصف ما تبتغيه فأنت خطوت خطوات كبيرة في تثبيت نفسك بين الأقوياء وهذا ما نبتغيه على الأقل في عز مشاكلنا كمسلمين.


السعودية اليوم تختلف كُلياً عن السعودية بالأمس رغم امتلاكها حتى بالماضي القوة لكن ما كان بالأمس له أدواته ومتطلباته واليوم له أدواته ومتطلباته.

التُرك نعم يملكون القوة ولا جدال في ذلك لكن هل هم مهتمين بما هو أعمق من الجبهة السورية خاصة بعد نتائج اليوم؟

أعتقد أن الجواب في عقل أردوغان قبل أن يكون في عقل حزبه.


ها هي السعودية تمد يدها لتركيا لكنها يد ممدودة تشترط شرطاً واحداً لا تعجيز فيه..

لا نرغب بخلاف الماضي ومرحباً باختلاف المستقبل المتفهم بين الجانبين ما دام الهدف في النهاية واحد.


ختاماً

نبارك لتركيا مباركة الأخ المسلم لأخية المسلم هذا الانتصار ونبعث لهم مع مباركتنا بسؤال يغلفه الأمل "ما ذا تتوقعون لو تحالف نصل السيف ورأسي الهلال؟"

#عارف_الحيسوني