تبلدت المشاعر، وتحطم الشغف على صخرة الواقع؛ وبات الوقت يمر بلاجدوى، ورغم ذلك لازلنا ننتظر المنقذ فى نهاية كل رواية نقرأها كى يخلصنا من النكبات التى حلت بنا.

Image title
صورة أرشيفية


إذا كنت من المتفائلين فلا تكمل القرآءة…

(1) ذات ليل لا رجاء فى قصرة؛ أمضيت وقتًا طويلًا فى غرفتى أسترجع تفاصيل ,واقعة ، حاضرها مرٌ وماضيها مؤلم؛ تذكرت حديثًا لصديق يكبرنى بعشر سنوات، حينما كان يطبطب على قلب أنهكه الظلم، وهو يسرد حكايات الظالمين على مر العصور، و يُذكرك بعاقبة الظالم فى الآخرة، وما أُعد له، موصي إياك بالصبر.

حدثنى ..كيف نصبر على مالم نحط به خبرا؟

(2) قطعت خلوتي، بتصفح الموقع ذات اللون الأزرق؛ و"الأزرق" هو أكثر الألوان الذي ننعت به أيامنا الموحشه "فيسبوك"، وقعت العين على أول شئ هو "انتحار طالب من أعلى برج القاهرة".

(3) لم يكن الخبر صادمًا؛ فتكرار الفعل يوميًا بأساليب مختلفة خلق حالة من اللامبلاة، كأول يوم حملت فيه حقائبى وجئت إلى القاهرة أبهرنى كل شئ فيها حتى الحسنوات التي كانت تطل علينا عبر شاشات التلفاز.

(4) مع حركة الأيام، وكثرة الأحداث تبدد الإنبهار، وأصبحنا نسير كالسكاري، كاالعجائز ، أكثر ما نطلبه الحصول على شئ يُمكنا من استمرار الحياة، ثم ماهى حيلة العاجز ياصديقى؟ الدعاء؟ الرجاء؟ الاستسلام؟ الانتحار؟ هي واحدة من هؤلاء.

(5) وضعت الرحلة أوزارها، وقرر شابًا فى عقده الثاني أن ينهى حياته قفذًا من أعلى برج القاهرة..الحزن ليس قرارًا اختياريًا فى الفترة الحالية كباقي أمور آخرى كثيرة بل أصبح فرض على جيل فقد أمله فى كل شئ.....

(6) دار فى ذهنى أسئلة كثيرة توسلت إليها أن تتوقف؛ مضمونها عن الثواني التي استغرقها الشاب حتى سقط على الأرض..هل طلب من الله أن يتدخل وينقذه؟ هل ندم؟ ما مدى الخوف الذي شعر به قبل أن يصطدم بالأرض؟.....

(7) فى البلاد غير العادلة يشبه أمسك يومك، فأنت لازلت محرومٌ من الحصول على حقوقك إذا ظُلمت، محروم من الحياة ذاتها..لذا نتسائل هل حان موعد القرار لكل الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؟