Image title

#حيدر_حرز_يوسف

ماهي السندات؟

يخبرنا مختصو الاقتصاد ان أمام الكيانات الباحثة عن التمويل خياران رئيسيان لتعبئة الاموال (الاسهم والسندات) وهي حصص في المشاريع الاستثماريه وغيرها وصاحب السند يكون بشكل من الاشكال دائن لاصحاب الاسهم الذين هم اصحاب الملكيه الاصليين وكلا الطرفين لهم اموال بالمشروع ويطلق على السندات الاوراق الماليه ذات الدخل الثابت والاسهم تكون ذات مدخولات متغيره حسب الربح ويتم غاليا تداول الاسهم والسندات في اسواق الاوراق الماليه وفق نظام اداري مالي معين. يعني ان (السند شكل من اشكال صكوك الدين وهو تعاقد قانوني لعلاقة استدانة يمكن تداوله بالبيع والشراء بين األاطراف).

Image title

السندات الخضراء

اما السندات الخضراء فهي سندات مخصصه للمشاريع المناخيه والبيئيه. قبل عشرة أعوام، بدافعٍ من القلق خشية أن يُسبِّب تغيُّر المناخ خطرا كبيرا على محافظهم الاستثمارية، قامت مجموعة من صناديق معاشات التقاعد السويدية – من خلال بنك إس.إي.بي- بالبحث عن فرص تتيح مساندة حلول غير ضارة بالمناخ. وأرادوا الحصول على أدوات عالية الجودة وتتسم بمستوى عال من السيولة ولا تنطوي على مخاطر إضافية على المشروعات. وأرادوا معلومات تُبيِّن كيف ستُحقِّق استثماراتهم الأثر المنشود. وفاتحوا البنك الدولي في هذا الشأن، وعَمِلنا معا لتصميم أداة جديدة. ووُلِد السند الأخضر.لقد تطوَّرت أسواق رأس المال خلال السنوات العشر الماضية من سوقٍ لا يعرف المستثمرون فيها إلا القليل – ولا يكادون يبالون- عمَّا تسانده استثماراتهم، إلى سوقٍ يحظى فيها الهدف من الاستثمار بأهمية أكثر من أي وقت مضى. إنها ثورة في سوق السندات أطلقت شرارتها السندات الخضراء.

Image title

فتح افاق الجديده 


كذلك تطوَّرت سوق السندات الخضراء من سوق يهيمن عليها مُصْدِرون مثل البنك الدولي، وهو منظمة دولية يمتلكها 189 بلدا، إلى سوق تشتمل على مجموعة متنوعة وواسعة النطاق من المُصْدِرين  من الشركات الخاصة والبنوك إلى مرافق الخدمات العامة والحكومات. واتسع المفهوم البسيط الذي يكمن خلف السندات الخضراء إلى سندات مميّزة أخرى، منها السندات الاجتماعية والسندات الزرقاء الخاصه بالبيئه البحريه حيث  أصدرت سيشل وهي أرخبيل من 115 جزيرة معروف بشواطئه وشعبه المرجانية الجميلة أول سند أزرق من نوعه لمساندة مشروعات مستدامة للأنشطة البحرية ومصائد الأسماك. وكانت حصيلة هذا الإصدار 15 مليون دولار قامت سيشل بتعبئتها من مستثمرين ، وستُقدِّم سيشل تقريرا عن كيفية استخدام هذه الأموال لتحقيق أثر إيجابي.

Image title

وذلك السند هو الأحدث في سلسلة ابتكارات في سوق الدخل الثابت التي تعبئ التمويل من أسواق رأس المال المُخصَّصة لغرض اجتماعي مُحدَّد، ويعمل فيها المُصدِرون مع المستثمرين من أجل غرض مُعيَّن للاستثمار ويتيحون مزيدا من الشفافية بشأن التمويل. وتُتيح هذه الأنواع من الأدوات الاستثمارية لمُصدِري السندات والمستثمرين الاستفادة من أدوات الدين المُوحَّدة التي تساند استثمارات واسعة النطاق، وتربط في الوقت نفسه الاستثمارات بأغراضها الاجتماعية.
وتتفاوت التقديرات لحجم هذه السندات المرتبطة بأغراض مُعيَّنة تبعا لمدى اتساع أو ضيق تعريف السوق. وبالنظر إلى سوق السندات الخضراء المميّزة فحسب فإن حجمها يزيد على 500 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية. فإذا أخذنا في الحسبان الجهات المُصدِرة – حتى البلديات وبنوك التنمية فحسب- التي تساند مشروعات اجتماعية مُموَّلة من خلال أسواق السندات فإن الرقم يزيد سريعا إلى عدة تريليونات من الدولارات الأمريكية سنويا.
ويكشف اهتمام المستثمرين بالأغراض الاجتماعية والبيئية لاستثماراتهم عن تحوُّل رئيسي في سوق السندات. فالمستثمرون يريدون البيانات التي تُظهِر كيف يُمكِنهم تقليص المخاطر البيئية والاجتماعية والمخاطر المتصلة بالحوكمة في محافظهم الاستثمارية، وكيف تساعد استثماراتهم على تحقيق رفاهة المجتمع. وهم يدركون أن لديهم الإمكانية لمساندة المبادرات التي يهتم بها أصحاب المصلحة في هذه الاستثمارات، ولديهم الإمكانية لعمل ذلك دون التخلي عن تحقيق عائد على استثماراتهم. ويستجيب مُصدِرو السندات لهذه الاهتمامات. ويعمل المًصْدِرون مع المستثمرين لبيان كيف تتيح سنداتهم فرصا لتحقيق عوائد مالية واجتماعية. وأطلقت السندات الخضراء شرارة ثورة في التفكير بشأن الاستدامة، والأغراض، وإمكانية أن تُحقِّق استثمارات في سندات على قدر عال من السيولة آثارا إيجابية. فإذا كان بمقدور أدوات الدخل الثابت أن تساند تمويل الحلول المناخية، فإن بوسعها أن تفعل ذلك لأغراض اجتماعية أخرى. ويجري بالفعل تطبيق إجراءات السندات الخضراء ومنها نموذجها لاختيار المشروعات، والاعتماد على رأي طرف ثان، والإبلاغ عن الآثار، في مجالات أخرى. وأهداف التنمية المستدامة مجموعة من 17 هدفا عالميا اتفق عليها 193 بلدا في عام 2015 وتتراوح من التعليم إلى الصحة والمدن المستدامة. وهي إطار مفيد للمستثمرين ومُصدِري السندات يساعدهم على التركيز على مجالات خارج نطاق المناخ. وقد بدأ البنك الدولي التشاور مع المستثمرين في أنحاء العالم بشأن أهداف مُعيَّنة للتنمية المستدامة من خلال سلسلة من السندات لزيادة الوعي بتحديات إنمائية مُعيَّنة عن طريق سنداته للتنمية المستدامة. ويحذو آخرون حذوه. ويتمثَّل التحدِّي الآن في ضمان أن نستطيع تسخير هذه الثورة وهذا الزخم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي المستقبل، سيسأل المستثمرون في كل استثمار "كيف يعود هذا بأثر إيجابي على المجتمع؟" وسينتظرون بيانات قوية لتقييم الآثار ردا على تساؤلاتهم. ومازال هناك شوط طويل يجب قطعه لبلوغ الغاية المنشودة. ولكن بإدراك الحاجة الملحة للتحرُّك، وقوة الاستثمارات، والتعاون والتكنولوجيا، والابتكار سنستطيع تحقيق الهدف المنشود.