لا زلنا نقف أمام ( جدار البوح ) الشاهق الشائك مُكبلين أرواحنا بقيود الكتمان مُحملين أنفسنا ما لا طاقة لنا به. في حين أن خلف هذا الجدار حديقةً غناء بهية يُحلق في سمائها سِرب من المشاعر الحُرة آمنت بالبوح فاستئمنت و حُرم قتلها. إفصاحك عن مشاعرك لا يحتاج لمَلكة أو شيء خارق، جُل ما في الأمر كُن صادقاً واثقاً من شعورك و أحسن أختيارك و لا تكن رهن عُملة الحظ ذات الوجهين تُلقي بها و تستسلم لها.
إياك من صمت يُحرق قلبك أو ندماً سيلاحقك جَراء وقوفك يائساً بائساً أمام مشاعرك
فالبوح روحٌ من الأرواحِ لو قُتِلت
أضناك قلبُك من الآلامِ نَواحُ
و قد قيل ما هانت سريرة نفسك عليك إلا و هي على غيرك أهون. يضيق صدرك بشعورك فلا تلقي لذاتك بالاً و تستسلم لخُدعة البوح، تُبدي نقطة ضعفك غير مبالي بعقبات بوحك هذا. عن خيبات الشعور أحدثك و من تسول الشفقة و عطف الآخرين اُحذرك، لا أحد يعلم ما أصابك، و لا أحد يعلم كيف هي معركتك مع الحياة، و ما الذي زعزع أمانك و قتل عفويتك، و كم كافحت و كم خسرت و كم من مرارة الحياة ذقت.
فالكتمان جِلباب أنيق أنيقٌ جداً يُكسبك حُلةً بهية كيفما كان الحُطام بداخلك، و لن تُغنيك فصاحة البوح أبداً عن بلاغة الصمت لذلك أسّرها لنفسك كيفما بدت لك صدورهم رحبة.
فهل نكتفي ببلاغة الصمت عن فصاحة البوح !!