في ليلةٍ مُمطِرة عاصفة أشتدت على تلك الشجرة الأعاصير و سقطت مُعظم أوراقها اليانعة و أبتلت أغصانها حتى أصبحت سوداء ندية، و أرتفعت أمواجٌ على الشط لتجرف خطوات الأقدام عليه ليصبح كم لم يخطو عليه أحد. صوت زفيف الشجرة مستغيثاً و تلك الأرجوحة السعيدة المعلقة بها إلتفت حبالها و أنعقدت عشرون عقدة. و رغم ذلك لم ينحني غُصناً واحِداً لهذه الشجرة القوية يا لتلك الليلة! و ما لبثت حتى أشرقت شمسُ الصباح و أستمدت تلك الشجرة المتمسكة بالأمس وسط هوجاء العاصفة و غزارة الأمطار بالدفئ و النور، و مع نسيم الصباح البارد الهادئ اللطيف أنحنى غُصناً أنهكته المقاومة لم تحنيه و تكسره تلك العاصفة بل نسيماً بارداً لطيفاً أسقطه!!

فكيف حال أغصانكم  ؟