د. علي بانافع
القدرة على الإبداع موجودة لدى كل طالب، ومهمة المعلم إزالة العوائق التي تحول دون نموها، وبذلك نعطي للمعلم وللمدرسة مهمة تنمية القدرة الإبداعية، ومن الملاحظ أن الإبداع ينمو في المدرسة التي تهتم برعاية شؤون طلابها، والتي تحترم فيه المدرسة الطلاب، ويثقفونهم، ويعتدلون في ضبطهم وتقييدهم، ويعطونهم قدراً معقولاً من الاستقلال، ويشجعونهم على البحث والابتكار، ومن أساليب تحقيق الدور الإيجابي إتاحة فرص التفكير المُبدع في التعليم المدرسي، واستخدام طرق حل المشكلات، والاهتمام بالتعلم الذاتي، وقيادة التعلم الاحترافي ...الخ، حتى يتعلم الطالب التوصل بنفسه إلى الحقائق، والتركيز على فهم مبادئ العلوم وقوانينها أكثر من الحفظ والتكرار، وتوفير جو مدرسي فيه حرية وتشجيع ومكافأة للأعمال الإبداعية، وهذا ما حصل ويحصل في ثانوية ابن حزم بينبع الصناعية، تحت قيادة قائدها الشاب الأكاديمي الخلوق الأستاذ طاهر بن عطيه الغامدي وطاقم المدرسة الإداري والتعليمي.
وتتويجاً لما سبق جاءت زيارة وفد الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة إلى ثانوية ابن حزم بينبع الصناعية اليوم الخميس 1441/6/26هـ، وهي واحدة من من أجمل الزيارات لهذا العام 1441هـ / 2020م إن لم تكن الحدث الأبرز لثانوية ابن حزم خاصة أنها في سنتها الأولى وأظنها من المبشرات بمستقبل واعد ومخرجات مُشرقة إن شاء الله.
نحن بحاجة إلى أن يتعارف رجال التعليم الأوفياء من جديد، يعرِّف كل منا نفسه، فلقد طال الأمد وتغيرت الأحوال والأفكار، وترسخت التجارب، وربما تقاربت المواقف ونحن لا نشعر، ولا يزال كثير منا يحتفظ بمواقف لآخرين من رجال التعليم ربما مات أصحابها، أو تغيرت مواقعهم المهنية والاجتماعية، وتطورت أفكارهم وآراؤهم حيال مجمل الأوضاع العامة والخاصة في التعليم ولم تبلغه.
وبما أن التعليم بحاجة إلى لقاء يجمع قيادات المدارس في التعليم العام في جميع مناطق مملكتنا الحبيبة، فاني أدعو جميع المهتمين بالتعليم، لعقد ندوة للتعارف ولتوسيع الآفاق وبث الآمال وتقوية الروابط والتقريب بين الأفكار والاجتماع على المشتركات، يدعى إليها خبراء في التعليم بغية التنمية والتطوير.
اليوم في هذه الزيارة الميمونة عرض كل متخصص تجربته في فنه، وعقد فيه وعلى هامشه جلسات حوارية تعارفية بين جميع الحاضرين يبدي كل آراءه ومقترحاته، وفي ذلك خير كثير، فان مجرد تبادل الزيارات وتحديد اللقاءات يقرب المسافات بين القلوب والعقول، ذلك أدنى ان يعرفوا ويتعارفوا ويتآلفوا تمهيدا وتعبيدا لطريق يجمعهم ويوحد صفهم.
النجاح هو دائمًا وبلا أدنى شك حليف المواظبين عليه، فمن يعمل جاهدًا في حياته ليس فقط من خلال أعماله إنما من خلال أفكاره، فلا بد من أن يلقى النجاح في نهاية المطاف، كثيرون هم العظماء من الرجال الذي رسموا للنجاح طريقًا، حتى بات دربًا بحد ذاته للتألّق وبلوغ النتائج المرجوّة بمشيئة الله تعالى، ومن اعتاد طيب الكلام والكرم والصدق فلا يقدر على أضدادها ابدا، روى عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود [4742] قال: {تعودوا الخير فإنما الخير بالعادة}. [رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح].
لذا يُنصح بتدريب الطلاب على السنن والأخلاق الحميدة لتكون جزءاََ من حياتهم، فمن تعطر بأخلاق الأنبياء والصالحين، ونهج سبيل المباركين والمصلحين لن يجف عطره مهما فارقته، وسيبقى أريج حديثه، وطيب أنفاسه يملآن المجالس حتى لو وسد التراب، بارك الله الجهود وحقق المقصود وبلغنا الهدف المنشود في خير ولطف وعافية ..