أتذكرُ لحظة الوداع يا قاتلي ؟ .. لحظة الإنسحاب تاركاً وراءك روحاً مُحطّمة بالكامل ،، حتى أنّكَ لم تنظر خلفك يا قاتل الروح ..

منذُ تلك الليلة حكمتَ على قلبي بالسقوط .. سقط أرضاً يصرخُ ألماً من الفاجعة التي تَسببَتها قسوة قلبُك يا عديم الرّحمة ..

أتذكر كيف نزلت كلماتك على صدري بصورةٍ وحشيّة تنغرس في ذاكرتي كسهمٍ يصيبُ الهدف ويلقِ بهِ أرضاً !! .. من أين لك هذا الكم الهائل من الشجاعة والجُرأة التي فاقت إندهاشي بك حينما أعلنتَ الرحيل !! ..

وجهُك الذي كان متنكراً يغزوه شبح البراءة والحُب المُزيّف والوعود العارمة ،، جميعها تبخّرت في الهواء على صورة وحشٌ تفوحُ منهُ رائحة الخُبثِ وبرودة المشاعر التي لم تلقِ اهتماماً لدمعي الذي كان ينهمر كشلال يتدفقُ حُزناً ،، وصوتُ صراخي الممزوج بالغصّة التي أسكنتَها داخل حُنجرتي ..

أتذكرُ حديثي المليئ بالألم والإلحاح عليك بعدم الرحيل ؟! .. أمسكتُ بيدِك وأخبرتُكَ بأنني لا أستطيع بدونَك ! ،، نظَرتُ إلى داخل عينيك ؛ لعلّك تشعر بقلبي النازِف ، ولكنّك خذلتني .. أفلتَ يدي وأدرتَ ظَهرك قائلاً : وداعاً .. ومنذُ تلكَ اللحظة ألعنُك وألعنُ تاريخي الذي جَمعني بك ،، لم تحتوي حُبي لكَ بشكلٍ عادل .. لم يخذِلُني وداعُك ولكن خذلني ظَرف الوداع ،، كان باهتاً .. باهتاً جدّاً لا أسّتحِقُه ...