ما عاشه الشعب الجزائري من بؤس المعيشة و البطالة و القمع و الإضطهاد طيلة 20 سنة من الزمن الماضي الجميل ، أين كانت الحياة بسيطة جميلة ، حياة تقليدية خالية من عالم التكنولوجيا و التطور ، خالية من تطبيقات و أدوات سحرية جعلت كل من أخطأ قديما يحاسب حديثا بفضل أرشيف الذاكرة دون الخيال و أرشيف الورق دون تحريف ، حياة عابرة لن يعدها التاريخ أعيث فيها فسادا و نهبا من قبل دواه العجائر حاليا المتواجدون في منتجع الحراش السياحي للإستجمام و الراحة ما قبل الحساب و بعد سنين النوائب و الكوارث في حق أغنى شعوب العالم .
هؤلاء الدواهي جعلوا الشعب سعيدا ، بعدما إدخروا ماله طيلة 20 سنة ليستنجد به في أزمة ما ، كان الإدخار ناجحا ، لو لم يكن كبيرا و ضخما ، و لو لم يكن سريا و دون علم الشعب المالك ، ما جعل الشعب يتعجب من هول الأرقام في أول يوم للمحاسبة أمام مجلس قضاء سيدي محمد الذي كان موفقا في إستقبال دهاة الجزائر لو كانوا عقلاء و بصراء ، لكانت الجزائر في مصاف الولايات المتحدة و اليابان و روسيا في شتى المجالات ، لكن هم إختاروا الإدخار بصيغة النهب المتواصل ، حتى يكونوا في حسن تطلعات الأسياد .
هؤلاء هم صناع الأمجاد و الإنجازات ، لكن لفائدة من أنجازوا ؟ و لصالح من عملوا ؟ و من خانوا و من خدموا بطاعة لو أطاعوا بها الله لكانوا من أحسن الخلق ؟ ، أسئلة كثيرة تستوجب الإجابة لكن المجيبون رحلوا برحيل هؤلاء الرجال الشرفاء في عهد الإدخار ، لو كانوا على قيد هذه الحياة الجميلة بجمال أحمدها و بذكاء سلالها و بفطنة يوسفها لأجابونا و أخبرونا بكل شيئ ، لكن كان للمنية كلام أخر .