وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)

 حقيقة إنني أكثر من إسبوعين لا أردد إلا إياها 

بين قَسَمَين من العظيم... يأتي الغيث يلامس قلبك، يمحو حزنك، يحي ما مات فيك... تخترق الآيات قلبك، تخاطبك بفردية.. تعطيك قوة، وأفكاراً ندية، تجعل روحك رضية.. 

بين الضحى والليل، تكون حياتك كلها، ويكون التغيير،

بين الحركة والسكون تكون نبضة الحياة، 

بين الضحى: حين كان سحرةُ فرعون سُجداً، حيث الثبات والثبيت، حيث بداية الفهم، والوعي، حيث نهاية لكل عثراتك، 

، حيث كل يومٍ لا يتكرر، وكل حادثةٍ تُغير، ضُحاك بداية يومك، ضُحاك إشراقةُ شمسك، تنفيس كربك، الضحى وقتٌ لمن وعى


وبين الليل إذا سجى: حيث الإنزال الإلهي، وإسبال الدمع، والتطهر من الذنب، نعم! 

فالذَّنب كرب، وغفرانه قُرب، حيث تعبيد الدرب، وتهذيب القلب، 

حيث السكون بعد التعب، والراحة بعد النصب

مَن استغل سَكَنات الظّلامِ يؤتى الدواء، حيث التلاق والإشتياق، حيث الوجل والإشفاق، ما حال من كان هو وكربه والله ثالثهما؟ ،

ما حال من كان الدمع لله في إسبال، والليل له سربال، 

وكان تخفيف أثقال الذنب بالانزال، والانزال بالاستغفار لتقليل وطأة الأحمال، الاستغفار عنده مفتاحٌ لكل الأقفال، فإذا جاء الضحى بدل الله حال؛ وسكن القلب وجاء النوال، 

كيف حال قلبٍ كان مع الله في السير والترحال؟ 

ماحال من بسط قلبه لربه واستودعه أمنياته؟ ، ما حال من لزم المحراب وطرق الباب؟ 

ماحال عبداً كان في عبادة إذا الضحى أتى، ولله ساجداً إذا حل الليل وسجى! 

يا هذا شد إزراً واحطط وِزراً ما ودّعك رَبُّكَ وما قلى. والله القلب وماحوى...

وما رفع عبداً إلا بخلوة ودمعًا جرى... الله أنزل الضحى ليخفف عن النبي لكنها تخفف عنا... 

الضحى بزوغ لروحك، وإشراقة شمس لن نتطفئ لأنها مستمدة من نور التوحيد 

الضحى ترتبت على قلوبنا... تلوح عند كل منعطف فلا تملك إلا الحمد والتشبث بالدعاء، وشد حبال الرجاء! 

فإذا حل الليل وسجى سيأتي يوماً مشرقاً بشمس الضحى