Image title

 

 

6 ربيع الآخر 1350هـ =  20 اغسطس 1931م أول مخابرة لاسلكية في التاريخ بين الحجاز ونجد

ماكان يقرّب الناس بعضهم إلى بعض إلا معرفة أخبارهم وحوادثهم وكانت الرسائل البريدية في زمن مضى هي السبيل الوحيد لذلك فيتم من خلالها معرفة أخبار البلاد والعباد وأهم القرارات التي تصدر من الحاكم لدى تلك الديار ، وحين بسط الملك عبدالعزيز نفوذه على البلاد رأى أن يولي جانب التواصل وسرعة نقل الأخبار والأوامر اهتماما كبيرا ، فتم تعيين الشيخ عبدالله بك كاظم مديراً عاماً لدائرة البريد والبرق واللاسلكي في سائر البلاد . وجد الشيخ عبدالله بعض الأجهزة اللاسلكية التي تركها العثمانيون ولكن بعضها كان متهالك وبعضها يرسل إشارات ضعيفة ، فأشار على الملك عبدالعزيز أن يتم جلب أجهزة حديثة تتواكب النظام الجديد ، فتم جلب أجهزة ماركوني البريطانية بقيمة 36900 جنيه انجليزي . ثم أسس الشيخ عبدالله بجدة مدرسة لتعليم أشغال اللاسلكي في المخابرة والأعمال الكتابية فاختارت المدرسة من المتقدمين البالغ عددهم مائة ونيفا 48 طالب فقط ، ثم أرسل بعثة فنية الى بريطانيا في نوفمبر 1930م تضم 3 موظفين لتعلم فن اللاسلكي وهم إبراهيم سلسلة ومحسون أفندي حسين مدير لاسلكي جدة ومدير لاسلكي ينبع إبراهيم زارع.

EHQmIdHWwAcEA-5.jpg

ثم تقرر إنشاء مركزين لاسلكيين رئيسيين في مكة والرياض قوة كل منهما 6كيلوات .

وصلت أربع سيارات لاسلكي الى ميناء جدة في ابريل 1931م وبعد عدة تجارب استمرت 15 يوما نجحت في الإتصال بجدة والمدينة ورابغ ثم ضبا والوجه والعلا ، فركب الجهاز في مكة ثم ركبت أجهزة في النواحي الشمالية في ضبا وحضر شخصياً الملك عبدالعزيز الى مركز المعابدة في مكة للوقوف على تجربة أول جهاز فكتب أمير ضبا برقية تهنئة بهذه المناسبة قرئت على الملك ( كل عام وأنتم بخير .. ياطويل العمر).

ثم ركبت محطة لاسلكي في الرياض بحي الديرة وفي يوم الإربعاء الموافق 6 ربيع الآخر 1350هـ جرت أول مخابرة لاسلكية في التاريخ بين الحجاز ونجد وكانت تحديداً بين الطائف والرياض وهي برقية من الأمير فيصل بن عبدالعزيز رفعها لجلالة الملك عبدالعزيز وهو في الرياض .

وماهو إلا أشهر قليلة حتى عمت الإتصالات البرقية كل من بريدة وحائل وتبوك والقريات في جمادى الأولى 1350هـ سبتمبر 1931م ثم القطيف والجبيل والعقير في ربيع الأول 1351هـ يوليو 1932م ثم مركز الدوادمي في جمادى الآخرة 1351هـ اكتوبر 1932م ، حتى وصلت مراكز اللاسلكي مع حلول شوال 1351هـ فبراير 1933م إلى 28 مركز لاسلكي تجري عليها المخابرة لكافة الأنحاء .