كُتبت التدوينة في 3 سبتمبر 2014.
إنّنا نعيش في عالمٍ مُتسارع، أسرعُ بكثيرٍ ممّا كنّا عليه قبل 50 سنة. المشاريع التقنيّة -تحديدًا- لم تعد تستغرق الوقت الذي كانت تستغرقه من قبل؛ إذ تقلّصت قفزات (Sprints) هذه المشاريع حتّى أصبح بعضها يوميّاً. حدث هذا لعدّة أسباب لا أناقشها هُنا، و لكنّي أؤمن بضرورة مواكبة هذه المشاريع، فمواعيد انتهاء المشاريع -مثلاً-، ينبّغي أن تكون أكثر واقعيّة وَ أن تُسخّر الجهود لانجازها في وقتٍ واقعيّ.
اطّلعتُ -قبل فترةٍ- على فيديوهاتٍ لمؤتمراتٍ تُقام بين الفينة وَ الأخرى يُطلق عليها “الهاكاثون”، و هي ببساطة، تجمّعٌ لعدّةِ أشخاصٍ، مُطوّرين وَ مُصمّمين وَ غيرهم، للعمل معًا على تطوير برمجيّة قابلة للاستخدام، خلال فترة زمنيّة وجيزة، تبدأ هذه الفترة من يومٍ وَ قد تنتهي إلى اسبوع.
إذا تمعّنت في كلمة “هاكاثون”، لوجدت أنّها تحوي لفظة “ثون” و القادمة من “ماراثون” و تعني “سباق المسافة الطويلة”.
مثل هذه “الهاكاثونات”، تحثّ على تطوير البرمجيّات بسرعةٍ مواكبةٍ للعصر، و لكّنها في الوقت ذاته، لا تعطي ضمانًا بنجاح الفكرة من عدمه.
تساءلتُ، ماذا لو لم يستطع الإنسان أن ينتظر إقامة “هاكاثون” جديد، و كانت لديه الفكرة وَ القدرة على بناء البرمجيّة التي يريد في وقتٍ وجيز؟ ثمّ وجدت أنّه لا مانع من البدء في ذلك إطلاقًا. ضع في عين اعتبارك، أنّك ستقوم بتطوير هذه الفكرة بشكّل مكثّف (ساعات متتالية)، وَ في نفس الوقت، بشكل وجيز، فلا تغرق في التفاصيل، و اعمل على الانتهاء من تطوير لبّ الفكرة، وَ تأكّد من كونها تعمل بالشكل الصحيح، ثمّ أطلقها للملأ.
تطبيق “نتعشّى”، أطلقتُ عليه لقب “تطبيق اليوم الواحد”؛ وذلك لأنّي أنوي العمل على تطويره مدّة يومٍ واحد. بالنسبة للفكرة، فهي بسيطة جدّاً، إذا أحببت أن تتناول العشاء في مطعم ما، و تجهل أيّ مطعمٍ تريد، فما عليك سوى طلب الاقتراح من تطبيق “نتعشى”، و سيختار لك مطعماً قريباً بطريقة عشوائية.
يستخدم “نتعشى” الواجهة البرمجيّة للتطبيق (API) الخاصّة بتطبيق Foursquare، و لكنّه لا يتطلب تركيب تطبيق Foursquare.