(( فى منتصف طريقى للمنزل عائداً للبيت ، أوقفنى رجلٌ متشرد ليرينى مقاله فى جريده ما كانت تحمل تاريخ الغد مكتوبٌ فيها " قُتِلَ من قِبل متشرد بينما هو عائدٌ للمنزل.."))

- 08:00 لم يتوقف المنبه عن الرنين ، ولم تتوقف السماءُ هى الاخرى عن المطر ، حباتُ الماء على النافذه من الخارج تحكى لنا تفاصيل ليله مطيره من إحدى ليالى يناير ، أستيقظتُ لتوى من نومٍ غرقتُ فيه بعد أن قضيتُ يوماً روتينياً مثلهُ مثلُ باقى الأيام ، لا أعرفُ سوى النومِ لأقضى به على ذالك الوقتُ المتبقى لى...النوم وكفى!!

لحيهٌ سوداء تنم عن كمٍ من المشاعر المدفونه بداخلى والتى لم تعرف طريقاً للخروج سوى لحيتى ، عينان سوداوان ، شعرٌ لا يُمَشط اللهم إلا مرهً واحده فى الأسبوع ، أنفُ عريض يكاد يحتل وجهى كله ، ذاك هو أنا ... الأستاذ خالد عبد التواب ، محاسب فى أحد بنوك مصر ، وبحكم عملى ترانى أنيق دائماً ، رابطه العنق تكاد تكتمُ أنفاسى ، حذائى لا بُدَ أن ألمعهُ بنفسى يومياً ، أذهبُ يوميأ إلى العمل فى التاسعه صباحاً وحتى الثانيه ظهراً ، ومن الثانيه ظهراً أُمارسُ الشئ الوحيد الذى أُجيدَهُ فى ذلك العالم - النوم - .

- بالرغم من أننى قليل الخروج إلا أننى أحظى بالكثير من الأحداث الواحد منها كفيلٌ بأن يقلب حياه الناس رأساً على عقب ، منها..

- ذاتَ يوم وأنا عائدٌ من العمل صادفنى متشرد جعلنى اقرأ جريده بتاريخ الغد - لا أعلم منذ متى أصبح المتشردون مثقفين - مكتوبُ عليها :((" قُتِلَ من قِبل متشرد بينما هو عائدٌ للمنزل..")) إرتجفت يداى وكأن ملكُ الموت هو من جعلنى أقرأ الجريده ، اتسعت عيناى ، تساقط العرق منى بغزاره..تسمرتُ فى مكانى حتى بعد أن ذهبَ هذا الرجل ، لا أعلم ما الذى جعل عقلى يدور... إبتسامتهُ وهو يمشى بعيداً عنى ؟! أم خوفى على حياتى التى لا قيمه لها والتى كنتُ أتمنى زوالُها ؟!

طال طريق العوده حتى ظننتُ أن الأرض قد امتدت ، مرت الدقائق أبطءُ من الساعات التى تمضى وأنا ف العمل .. وصلت البيت وفى اليوم التالى كانت الشرطه تحيط منزلى وكنتُ معتقلا لجريمه قتل أحدَ المتشردين..