ارخى الظلام بستاره على القرية فجأة وحولها الى مقبرة لا تسمع فيها لا صوتا ولا همسا الا انين متشرد يتنقل بين ازقتها عله يجد مأوى يحميه من قساوة البرد القارس .قذفه الزمان دون سابق اشعار وبدأ يتلهف وراء لقمة يسد بها رمقه .هاهو العم هشام يمد له طعاما . اخذه المتشرد ويديه ترتجف من شدة البرد يكاد الصحن يسقط ارضا .تناوله الآدمي بسرعة ولم يحس بحرارة الطعام رغم سخونته ووضع الأناء على عتبة منزل العم هشام ثم غاب عن الأنظار .اخذ العم هشام اناءه وهو يقول في نفسه : لا حول ولا قوة الا بالله . ثم اردف قائلا : من هذا ؟ لاول مرة ارى هذا الشخص .
في الصباح اشرقت الشمس على القرية وبدأت الحركة منذ وقت مبكر وتعالت اصوات الناس ودوابهم في ازقة القرية.
القرويون يستيقظون باكرا ويتناولون اطعمة ساخنة من خبز وشاي و.... انهم في حاجة لهذه الأطعمة حتى تقي اجسامهم من برد الشتاء البارد . انهم صابرون وعازمون ومؤمنون بهذا القدر لايملون ولا يسأمون قلوبهم متعلقة بقريتهم التي وجدوا فيها رغم كل قساوة فهم في حركة دؤوبة طوال السنة ينتجون بوسائلهم البسيطة ما يحتاجونه . اما نومهم فهو عميق لأن ابدانهم تسترخي من شدة الحركة طوال اليوم .
تحية مباركة لهؤلاء القوم لأنهم مجدون ومخلصون قدمو عرقهم من اجل الأخرين وضحو من اجل التوازن الغذائي والطبيعي والحيواني ..... الا يستحقون رحمة الله ؟ بلى وربي شاهد على جروح ايديهم وراءحة عرقهم وظمأ قلوبهم و....
في الأخير اعتذر للقراء الأعزاء عن هذه السطور القليلة لأنها بمثابة اول انطلاقة للساني في هذه المدونة وشكرا لكم جميعا والله المستعان .