عادة ما تجد الشعب الجزائري ينتفض و تشتد حفيظته تجاه قرار تعسفي ما أو أ ي شيئ يمسه و يمس وحدة وطنه ، ما يجعله يسقط السماء على الأرض من شدة غضبه و وطنيته ، فهذا طبيعي و بديهي فهو وطنه و حصنه فإن لم يحافظ عليه اليوم كالرجال سوف يبكي عليه كالنساء يوما ما ، رغم هذا و ذاك شدتني تلك القناطير المقنطرة من النفايات المترامية هنا و هناك و أمام حاويات القمامة المحترقة ، و الأدهي و العجيب الغريب خاويات فارغة و نفايات مكدسة بجانبها ، هل الحاويات وضعت للديكور أم لتمكيج نفسها ؟
أليس هذا سبب وجيه يشد حفيظتنا المسلمة لننتفض و نقيم القيامة حتى نقضي على ظاهرة لامسؤولة أصابت الطبيعة و البيئة ، أليست جريمة في حق البيئة و الطبيعة ؟ أم أننا مجرد أشخاص ننظف ما حولنا بمقدار مترين و الباقي " الشر عليه " و لا هم لنا به ، لا بد أن نبدأ بالتغيير من الصفر حتى نستطيع في ذلك الوقت أن ننتفض على أشياء أكبر و نستهجن قرارات أممية و دولية .
التغيير صحيح أنه لا يأتي دفعة واحدة لكن إن كنا يد واحدة و حزمة متحدة سنغير و نتغير مادمنا نؤمن بسياسة وجوب التغيير في المجتمع ، فتلك الشعوب المتقدمة كانت هكذا و أصبحت ما عليها بفعل إيمانها بوجوب التغيير المتدرج وفق ما تؤمن به ، فنحن مجتمع إسلامي عربي كنا قديما نقود الأمم في مقدمة الدول و أصبحنا بتفكيرنا المحدود تقودنا الأمم و تحسبنا مجرد أرانب أليفة تتغذى علينا وقت ما شاءت.