سلامٌ..

لكل ذرّةٍ فيكَ تُحبّ الله، ولكل لحظةٍ لا تندثر!  أحاول والله أن أكتب لك، أنت بالذّات، أكتب ولا أعلم من سيراها لكن الله يراها ويعلم لمن سيقودها ويتفقد حروفها، فأنا أكتب لمن كتب الله يتفقد حرفي اليوم ربّما لسرٍ خَفيّ فيك، أو لقلبٍ حَيِّي بي، أو لروحٍ توّاقةٍ بيننا، تحمِلُ همّةً رَضِيّة وخطوةً قويّة، ربّما أجد فيكَ ذاتي، ربّما أحِنُّ إليك ولَم أراك، لا أخفي عليك أنا على حافة الفتور، شعور مرهق، وصمتي ليس والله ليس سوى المحاولة الأخيرة لشرح لكل ذرة تمر في قلبي...
آثرتُ الصمت مع الخلق واخترت الخالق وأرسلت له مافي قلبي.. وبعض الكلام إن خَرَج للخلق خرج بعَرَج وما استقام،
وأن ربك ليعلم السر وأخفى، يسمع دقاتُ قلبي التي لا أسمعها أنا عن نفسي،
فإذا جَاء الليل وسكَن الأمر واستيقظت الأحزان، واشتعلت نارُ الشوق والأمنيات، من حولي اتخذت مصلاي وانزويت، قلت لنفسي عبادُ الله وإن كانوا في الكَربِ موتى وَحدهُم، كان القابض هو الرحيم! و بمقدار الاصطبار يكون الاختبار،
لم يشعر أحدٌ بغيابي، لكن يعلمه علام الغيوب والذي فطرني يعلم بدمعي، يسمع دعوتي، ويرى مكاني، أراد العليم أن يحفظ قدري وقوتي وأن يتولى ما في صدري، قد لا أكون خير الخلق
وبئس العبد، لكن هو نعم الرب، أوتدري يا قارئ حرفي كنت أتمنى أن أكتب لك، قصة فرجٍ أو حكاية فرحٍ لكنني اليوم أكتب عن حالة صمتٍ نزلت بي،  عن شعور الوحدِة والخذلان والانشغال عن إيقاظ الهمة صعبٌ موجع، لكنّي أحاول فلا تغفل عني فإني مكروب، كما قالها الشافعي لصديق،
أتلمس منك دعوة أن يقذف الله في قلبي فرحةً، أن يبعد عني الفتور، تدعو لي يعني لا تدعني وحيدة حتي وإن تنآءت الأجساد، أن ترعاني وتستودعني عن ملك الملوك،
دعوتك لي بظهر الغيب مستجابة فلا تبخل علي!
وإن كانت الأحمال ثقيلة والأوقات قليلة، وإن قَلَّ عَزمُ الكتف، وتراجع الشّغف، وإن رحل عني البشر فالله لا يرحل، وإن نامت عيون الساهرين فربي لا ينام، الله المجيب، الله الطبيب...
الله قادر على أن يرسل فجأة الفرحة من جديد 🌿